كشفت القناة 12 العبرية، الأربعاء، عن لقاء جمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بمسؤولين قطريين رفيعي المستوى في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك في إطار الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
شروط إسرائيل
وبحسب مصادر إسرائيلية، أكد ديرمر خلال الاجتماع أن الشرط الأساسي لأي صفقة هو إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس”، في إشارة إلى أن تل أبيب لا تنوي القبول بأي اتفاق جزئي.
وذكرت هيئة البث العبرية أن إسرائيل تدرس العرض الذي قدمته “حماس”، لكنها لا تعتزم في الوقت الراهن إرسال فريق تفاوض رسمي، وسط مشاورات يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع كبار المسؤولين العسكريين في مقر القيادة الجنوبية. ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً موسعاً مع رئيس الأركان وعدد من الوزراء لبحث السيناريوهات المطروحة.
تعتيم إعلامي وتشدد في المواقف
صحيفة هآرتس العبرية أشارت إلى أن الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة تتم صياغته وسط تعتيم إعلامي شديد، حيث تُدار المحادثات بعيداً عن أعين الإعلام وحتى عن معظم الوزراء في الحكومة. هذا ما أكدته أيضاً صحيفة يسرائيل هيوم، التي أشارت إلى أن نتنياهو لم يُطلع حتى وزراء بارزين في حكومته على تفاصيل المفاوضات الجارية، في خطوة تعكس حساسية المرحلة الحالية.
دور الوسطاء
مصادر إسرائيلية أخرى أوضحت أن الأيام الماضية شهدت جولات اتصالات مكثفة مع الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم قطر ومصر، من أجل بلورة موقف نهائي إزاء مقترح التهدئة، وسط مخاوف إسرائيلية من أن يؤدي أي تراجع أو انقسام داخلي إلى إضعاف الموقف التفاوضي.
يأتي هذا التطور في وقت يزداد فيه الضغط الدولي لوقف الحرب المستمرة منذ قرابة عامين في قطاع غزة، مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وتدهور الوضع الإنساني. كما يتزامن مع انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل العملية العسكرية، بين تيار يدفع نحو الحسم العسكري الكامل، وآخر يرى ضرورة الاستفادة من فرصة التهدئة للدخول في مفاوضات أوسع.
اللقاء بين ديرمر والقطريين يعكس جدية متزايدة في البحث عن مخرج للأزمة، لكنه يكشف في الوقت ذاته عن تباينات حادة داخل القيادة الإسرائيلية، وعن رغبة تل أبيب في إدارة المفاوضات تحت ستار من السرية، بانتظار بلورة موقف نهائي قد يحدد مسار الحرب والسلام في المرحلة المقبلة.