أكد اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، أن موقع المحافظة الاستراتيجي بين محافظتي بورسعيد والسويس، جعلها أحد المراكز المحورية في خطة الدولة التنموية منذ عام 2014، خاصة مع الطفرة الكبيرة في مشروعات البنية التحتية وشبكة الطرق القومية، إلى جانب تنمية محور قناة السويس، وهو ما عزز من مكانة الإسماعيلية كمركز رئيسي لجذب الاستثمارات وخدمة المناطق الحرة والصناعية.
وأشار جلال، خلال تصريحاته في برنامج “ثروتنا” الذي يقدمة الإعلامي إيهاب الديك المذاع علي قناة “المحور”، إلى أن الإسماعيلية تحتضن منطقة حرة عامة ضمن تسع مناطق حرة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى منطقتين صناعيتين إحداهما بشرق القناة في القنطرة شرق، والأخرى بالقنطرة غرب، فضلًا عن المنطقة الاقتصادية الواعدة، لافتًا إلى أن الدولة أولت المحافظة أولوية كبرى في خطتها الاستثمارية طبقًا لقانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017.
مشروعات صناعية متنوعة
وأوضح جلال أن المنطقة الحرة بالإسماعيلية تتمتع بحوافز ومزايا خاصة، وهو ما ساعدها على جذب العديد من المشروعات كثيفة العمالة، نظرًا لانخفاض أسعار الطاقة والإيجارات وتوفير الأراضي المرفقة بالكامل.
وأضاف أن هذه المزايا شجعت على دخول صناعات متعددة منها: الملابس الجاهزة، النسيج والأقمشة، الخدمات البترولية، الصناعات الطبية والمعملية، تصنيع الأدوية، الورق ومنتجاته، تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب مشروعات التخزين للمواد الكيماوية والمعدات البحرية.
وكشف المحافظ أن المنطقة الحرة أصبحت نقطة جذب لاستثمارات دولية من عدة دول في مقدمتها: الهند، تركيا، الإمارات، الصين، ماليزيا، ألمانيا، هولندا، وفرنسا، مشيرًا إلى أن المشروعات القائمة وفرت بالفعل نحو 27 ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة، ومع اعتماد خمسة مشروعات جديدة مؤخرًا من المتوقع أن تصل العمالة إلى 43 ألف فرصة عمل خلال الفترة المقبلة.
تطوير الورش الحرفية
وفي سياق متصل، تطرق محافظ الإسماعيلية إلى مشروع نقل الورش الحرفية المقلقة للراحة خارج الكتلة السكنية، حفاظًا على المظهر الحضاري والبيئة داخل المدينة، حيث خصصت المحافظة مساحة 25 فدانًا لإقامة 463 ورشة بمساحات مختلفة في منطقة متكاملة الخدمات تضم محال تجارية وكافيتيريات ودورات مياه وشبكة حماية مدنية، وذلك بتكلفة بلغت نحو 108 ملايين جنيه.
وأشار إلى أن المشروع استهدف نقل أنشطة مثل: الرخام، الألومنيوم، الحدادة، السمكرة، الميكانيكا وغيرها من الورش التي كانت داخل المدينة، حيث بدأ العمل في المشروع عام 2015 وانتهى في 2018 على ثلاث مراحل، وهو ما يمثل نقلة حضارية تتماشى مع توجهات “الجمهورية الجديدة”.
تيسير الإجراءات للمستثمرين
وأكد جلال أن مجلس إدارة المنطقة الحرة بالإسماعيلية يركز على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين من خلال إنهاء الموافقات اللازمة خلال فترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط، وهو ما شجع على زيادة الإقبال على الاستثمار.
وأضاف أن المساحة المرفقة داخل المنطقة الحرة ارتفعت من 145 فدانًا في عام 2018 إلى 472 فدانًا في 2025، ما يعكس حجم النمو المتسارع في المشروعات والاستثمارات التي تستفيد من البنية التحتية المجهزة والخدمات المتكاملة.
نقلة حضارية واستثمارية
وأكد على أن المحافظة تشهد نقلة حضارية واستثمارية كبرى، من خلال جذب استثمارات محلية ودولية، وتوفير بيئة أعمال تنافسية، وزيادة فرص العمل لأبناء المحافظة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار توجه الدولة نحو تعظيم دور المناطق الحرة والصناعية في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة مصر على خريطة الاستثمار العالمية.