فتاوى تشغل الأذهان
هل يجوز قتل القطط والكلاب الضالة المؤذية؟
أصبحت اليوم الخميس صائما ثم أفطرت فهل علي إثم؟
هل قراءة القرآن بدون وضوء جائزة؟
نشر موقع “صدى البلد” خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى يبحث عنها عدد من المسلمين، نستعرض بعضا منها فى التقرير التالى.
هل يجوز قتل القطط والكلاب الضالة المؤذية؟
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال مضمونه: “ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة المؤذية؟ حيث دأبت جارتنا على إيواء القطط والكلاب الضالة في مدخل العمارة ممَّا يسبّب انتشار الأمراض والأوبئة، والتي أصابت أولادنا بأمراض الجلد والعيون، فضلًا عمَّا تتركه هذه القطط والكلاب من المخلفات والقاذورات، فما حكم قتل هذه الكلاب والقطط الضالة؟”.
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة إن القطط والكلاب وغيرها مِن مخلوقات الله التي لا يصحّ إيذاؤها، أو إيقاع الضرر بها؛ فإذا كان بعضها يشَكِّل خطرًا على حياة الإنسان ويُهدّده في نفسه أو ماله أو أولاده؛ فإنَّ الشريعة الإسلامية أجازت للإنسان رفع هذا الضرر.
وبينت أن ذلك يكون في الحالة المذكورة بإرشاد السيدة المذكورة بأنْ تُوجِد مكانًا تخصصه لما تقتنيه مِن القطط بعيدًا عن المكان العام حتي لا تؤذي الناس، فإذا لم تستجب لذلك وجب حينئذٍ اللجوء إلى إبلاغ الجهات المختصة؛ لاتخاذ ما تراه مناسبًا للتخلص مِن هذه الحيوانات التي تُسَبِّب ضررًا للإنسان وتؤذيه.
وتابعت: “فإذا لم تُجْدِ الطرق السالف ذكرها، وتحقّق ضرر على صحة الناس من ذلك؛ فإنَّه لا مانع شرعًا في الحالة المذكورة وعند الضرورة القصوى التخشلّص من الحيوانات الضالة والضارة شريطة أن يكون ذلك بوسيلة لا تُؤْذِي الشعور الإنساني، و”الضرورة تقدر بقدرها”، وإذا أمعن الإنسان عقله فسوف لا يُحْرَم من الوسيلة التي تؤدي إلى الغرض المطلوب”.
حكم قتل الحشرات أو تعريضها للضرر
أجاب الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال: “ما حكم قتل الحشرات؟”، قائلاً: “إذا كانت الحشرات تُؤذي الإنسان، فإن قتلها جائز ولا حرج في ذلك”.
وأضاف العوضي، خلال فيديو نشرته دار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يكفي للإنسان تنظيف مكان قتل الحشرات قبل الصلاة أو تناول الطعام، ولا حرج في ذلك.
هل قتل الحشرات حرام؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن سؤال: «هل قتل الحشرات حرام؟»، إنه يجوز قتل الحشرات المسببة للضرر في بيوتنا «النمل الناموس الذباب».
وأوضح أنه إذا كان النمل أصبح منتشرا مؤذيًا فلا مانع من قتله درءًا لمفسدته أما إذا كان لا يؤذينا فنتركه، وأخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هناك 5 فواسق يقتلن في الحل والحرم، حيث إنها تكون مؤذية، وهي: «الكلب العقور، والأفعى، والحدأة، والغراب الخبيث».
وتابع: “أي شيء يكون منه ضرر أو أذى نفسي أو مالي يجوز التخلص منها”.
أصبحت اليوم الخميس صائما ثم أفطرت فهل علي إثم»؟
أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صيام يومي الاثنين والخميس بنيتين جائز بإجماع العلماء، ولكن يشترط أن يكون نية القضاء مقدمه على نية النافلة، وصيام يومي الاثنين والخميس أوصى بهما النبي (صلى الله عليه وسلم) كل أسبوع، حيث قال: “يوم الاثنين يوم مولدي، وأما يوم الخميس فترفع فيه الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.
وقال شلبي: “من صام صيام تطوع ثم أراد أن يُفطر فلا إثم عليه في ذلك”.
وبيّن في إجابته عن سؤال وُجّه إليه: “إذا نويت صيام تطوع ولم أصمه، فهل يجب التعويض؟”، أن صيام التطوع في أصله سُنة، والسُنة لا تتحول إلى فرض، وبالتالي لا يكون المسلم مُلزَمًا بأدائها أو بما يتفرع عنها إن لم يلتزم بها.
وأضاف أن من نوى الصيام ولم يبدأ فيه، فلا تُسمى هذه نية، بل يُطلق عليها “عزم”، لأن النية هي قصد الفعل مقرونًا بالعمل، أما العزم فهو مجرد قصد بلا تنفيذ.
كما أشار إلى أن من بدأ صيام تطوع وشعر خلاله بالتعب أو المشقة، فله أن يُفطر دون أي حرج، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “الصائم المتطوع أمير نفسه”، مما يعني أن القرار بيده، فإن شاء أتم صومه وإن شاء قطعه، ولا يُطلَب منه القضاء.
من جانبها، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن الصائم في غير الفرض له أن يُفطر متى شاء ولا قضاء عليه، فالتطوع قائم على الاختيار.
وأكدت أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن من صام نوافل مثل الاثنين أو الخميس، له أن يكمل وله أن يُفطر، واستشهدت اللجنة بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “أهدي لنا حيس، فقال النبي ﷺ: أرينيه فقد أصبحت صائمًا، فأكل”.
وزاد النسائي في روايته: “إنما مثل التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، إن شاء أمضاها وإن شاء حبسها”.
إذن، لا إثم على من نوى صيام تطوع ثم لم يُصمه، ولا على من بدأ فيه ثم قطعه، لأنه في النهاية عبادة نافلة قائمة على التيسير والمرونة.
هل قراءة القرآن بدون وضوء جائزة
أكد الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطهارة ليست شرطًا لقراءة سورة الفاتحة أو أي سورة أخرى من القرآن الكريم، حتى عند قبر الميت.
وأوضح أن جمهور الفقهاء اشترطوا الطهارة من الحدث الأكبر عند مس المصحف الورقي، ومن آداب التلاوة أن يكون القارئ على وضوء، أما القراءة عبر الأجهزة الحديثة مثل الهاتف أو التابلت أو الحاسوب فهي جائزة بلا وضوء.
وقال إن من يقرأ القرآن من حفظه أو من أي مصدر غير المصحف وهو غير متوضئ، فلا حرج عليه، حتى عند المقابر إذا قرأ سورة يس أو غيرها بنية الاستغفار للميت.
وأشار إلى أن القراءة عبر الوسائل الإلكترونية لا تتطلب وضوءًا، وإن كان الأفضل أن يكون القارئ متوضئًا، كما أوصى الإمام النووي في كتابه “التبيان في آداب حمل القرآن”.
كما أن النبي ﷺ كان يحرص على الوضوء عند التلاوة، والطهارة أمر مستحب لكنها ليست شرطًا لصحة القراءة.
وفي المقابل، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يجوز قراءة القرآن من المصحف دون وضوء، لأن مس المصحف يشترط له الطهارة، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة:79]، وبما ورد في كتاب النبي ﷺ إلى عمرو بن حزم: «ألا يمس القرآن إلا طاهر».
وأشار إلى أن قراءة القرآن بغير وضوء بدون مس المصحف جائز شرعا، فيجوز أن تردد آيات من القرآن وأنت تسير في الشارع على غير وضوء، وأنت تقرأ من الهاتف المحمول على غير وضوء، لافتًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنبًا فلا يمس المصحف حتى يطهر.