يُثار دائمًا سؤال ما حكم تكرار الذنب بعد التوبة، وهو من أكثر الأسئلة المتكررة التي يبحث الناس عن إجابة واضحة لها، خاصة أن الأمر يتصل بعلاقة العبد بربه حال عودته للذنب بعد التوبة منه.
وفي هذا السياق استعرضت دار الإفتاء المصرية ما ورد في السنة النبوية وأقوال العلماء حول التوبة والذنب المتكرر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يذنب ذنبًا، فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له» رواه أبو داود.
وفيما يتعلق بحكم تكرار الذنب بعد التوبة، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الله سبحانه وتعالى يحب من عبده أن يكون مستقيما ومستشعرا لمراقبته له في كل حين.
وأوضح الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تكرار الذنب بعد التوبة يعد كقطع للعهد مع الله تعالى، داعيًا إلى وجوب اتقاء الله عز وجل في كل زمان ومكان، مستشهدًا بما روي عن أبي ذر جندب بن جنادة، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله أنه قال: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن رحمة الله واسعة وتشمل جميع عباده، فهي أعظم من كل ذنوب البشر، ولكن يجب على العبد كلما وقع في معصية أن يرجع إلى الله تائبًا وداعيًا بصدق، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة الزمر: «۞ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم (53)».
وأشار إلى أن الرجوع إلى الله بعد تكرار الذنب يتحقق بالتوجه إليه بالدعاء وطلب المغفرة، ومن ذلك دعاء سيد الاستغفار.
كما ورد عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له»، ثم تلا قوله تعالى: ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم﴾ [آل عمران: 135] رواه الترمذي في سننه.