لاشك أن من كثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب ، هو أشقى وأكثر الناس في الدنيا ، فحاله هذا كحال الكثيرين ، حيث إن الدنيا دار ابتلاء وكرب وبلاء، فيما أن الراحة والنعيم مكانهما في الجنة، وهو ما يجعل السؤال عن مخرج ونجاة من تكاثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب من أكثر ما يهم الجميع ، فليس هناك أهم من البحث عما يمكن فعله للتخفيف عن من تكاثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب .
من كثرت عليه الهموم
أوصت دار الإفتاء المصرية ، من كثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب، باللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به ، مشيرة إلى أن من تكاثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب عليه أن يكثر من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله).
وأوضحت «الإفتاء» في نصيحتها لـ من كثرت عليه الهموم وحاصرته المصائب ، أن من عظمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن حياته كانت نموذجًا عمليًّا للصبر على البلاء، وتحمل الشدائد، فصبر على ما لقي من قومه من ألوان الأذى.
وتابعت: وقُذف بالحجارة حتى أسالوا دمه الشريف، ورغم ذلك تمنَّى لهم الهداية، ولو شاء أن ينتقم منهم لدعا ربه أن يُطْبِق عليهم الأخشبين، ولكنه صبر عليهم حتى آمنوا أنه نبي الله.
وأشارت إلى أن ذكر (لا حول ولا قوة إلا بالله) هو مفتاح قوة، فالعقيدة تفيد بأن الله سبحانه وتعالى خلاق، حيث خلق كل شيء في الكون، وكذلك لا يكون في كونه إلا ما أراد عز وجل، بناءً عليه يكون كل شيء بيده سبحانه وتعالى، وليس للإنسان حول ولا قوة.
وأضافت: وهنا تكمن حقيقة «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وعظيم ثوابها، لأنها إقرار بحقيقة أساسية في العقيدة، فهي من كنوز الجنة، وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين المداومة على ذكر الله -تعالى-، والإكثار من قول لا حول ولا قوّة إلا بالله.
وأردفت: وأن يحرص على ترديدها في كلّ أوقاته، إذ يُسنّ للمسلم قولها في الصّباح، وعند المساء، وعند إقباله على النّوم؛ لتكون حِرزاً لقائلها في يومه فتحميه، وتُخفّف عنه عناء الحياة الدّنيا، وتجعله تحت مرضاة الله -تعالى- وفي كنفه، وتعصمه في ليله وعند نومه من وساوس الشّيطان.
وأفادت بأنه أمرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمداومة عليها لتستقيمَ حياة المرء، ويطمئنّ بها باله، ولتُعينه على الاستقامة والسّير في الطّريق السّليم، وذلك لأنها تطرد الهمّ والحزن عن صاحبها؛ لأنّ قائلها يستعين بخالقه ويُفوّض الأمر إليه، ويَبْرأ من حوله وقوّته وعجزه إلى حول الله وقوّته وجبروته.
نصيحة لمن كثرت عليه الهموم
نصحت دار الإفتاء المصرية، من كثرت عليه الهموم ، بالإكثار من الاستغفار، والمداومة عليه في كل وقت وبأي صيغة، للفوز في الدنيا والآخرة، منوهة بأن هناك ستة أمور تحدث للمستغفر.
و أوضحت «الإفتاء» في نصيحة لمن كثرت عليه الهموم ، أن كل إنسان يشعر بالضيق ولديه مشاكل ويُعاني من الكرب والفقر أو وقع في المعصية وضيقت عليه ذنوبه، عليه أن يُداوم على الاستغفار ، مشيرة إلى أن هناك ستة أمور يفوز بها المستغفرون، وهي: «الاستغفار سعادة للمحزونين، وبه يجعل الله لك من كل ضيق مخرجًا، وغفران للمذنبين، وفرج للمكروبين، وبه يرزقك الله تعالى من حيث لا تحتسب، وهو مفتاح الخير».
كما أضافت في نصيحة لمن تكاثرت عليه الهموم ، أن المستغفر يجعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ويكفر ذنوبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فهو مفتاح الخير، لافتة إلى أن الإيمان وتقوى الله عز وجل في السر والعلن؛ تفتح أبواب الرزق، كذلك، مستشهدة بقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» الآية 96 من سورة الأعراف.
وجاء في نصيحة لمن تكاثرت عليه الهموم ، أنه ينبغي على الإنسان ألا ييأس من رحمة الله تعالى، وعليه أن يعلم أنه لا ملجأ من الله تعالى إلا إليه، لذا عليه أن يستعين بالله عز وجل، فمن استعان بالله أعانه، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين ، بينما من يستغنى يعيش في ضنك من العيش ليل نهار.
يقول المولى عز وجل متوعدًا هؤلاء: «كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ (6) أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ (7)» من سورة العلق ، بينما من يستعن بالله يهد قلبه لاشك، فقال تعالى: « فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ (10)»، إذن الأمر بيديك، فإن اخترت طريق الله عز وجل وفقك لما تحب، وإن ابتعدت فلا تلومن إلا نفسك.