في سعيها لخفض التكاليف وتبسيط الإنتاج، تعتمد كبرى شركات السيارات مثل كيا على مشاركة القطع والمواد عبر عدة طرازات.
لكن لهذه السياسة جانبا مظلما، فالأعطال المتكررة في أحد الطرازات كثيرًا ما تمتد إلى أخرى، كما حدث مؤخرًا مع سيارتي كيا K5 وكيا تيلورايد.
فبعد استدعاء أكثر من 100 ألف سيارة K5 بسبب مشكلة في الزخرفة الخارجية، أعلنت الإدارة الأمريكية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) عن استدعاء 201,149 سيارة تيلورايد موديلات 2023 حتى 2025، بسبب خلل مشابه في زخرفة الباب.
كشف التحقيق الذي بدأ عام 2023 أن قطعة الزخرفة المثبتة على إطار حزام الباب في تيلورايد قد تتقشر أو تنفصل أثناء القيادة، ما يؤدي إلى سقوطها على الطريق، وهو ما يمثل خطرًا على السيارات الأخرى.
وعلى الرغم من أن القطعة الظاهرة لا تؤثر على الأداء الميكانيكي للمركبة، فإن سقوطها المفاجئ قد يؤدي إلى حوادث أو تلف لمركبات أخرى، خاصة عند القيادة على الطرق السريعة.
نفس العيب في K5.. بمكان مختلف ومورد مختلف
اللافت أن سيارة K5 عانت من نفس المشكلة تقريبًا، لكن في موقع مختلف: العمود C بدلاً من الباب.
ورغم أن القطعة جاءت من مورد مختلف في كوريا، فإن الخلل المشترك في التصنيع كان هو نفسه: ضعف تطبيق المادة اللاصقة بين مكونات الزخرفة.
حسب تقرير NHTSA، فإن شركة كيا كانت على علم بالخلل في K5 منذ أواخر 2023، لكنها لم تقر بخطورته.
والأسوأ أن مشكلة تيلورايد كانت معروفة لدى الشركة قبلها بخمسة أشهر، أي في منتصف 2023، لكن الشركة فضلت تجاهل المشكلة استنادًا إلى نتائج اختبار داخلية.
في حينها، رأت كيا أن القطع المتساقطة تسقط بشكل مسطح على الأرض دون أن ترتد أو تتطاير، وبالتالي لم تستدع السيارات.
تغير هذا الموقف كليًا بعد تدخل مكتب التحقيق في العيوب التابع لـNHTSA، والذي رفض تقييم كيا للمخاطر.
ورأى أن سقوط مئات الآلاف من قطع الزينة على الطرق العامة يشكل تهديدًا جادًا للسلامة، ما دفع كيا إلى إجراء الاستدعاء الرسمي بعد عام كامل من التجاهل.
كإجراء تصحيحي، أعلنت كيا أنها ستقوم بتركيب قطع جديدة مزودة بنظام تثبيت مزدوج:
- مشبك ميكانيكي (تقليدي)
- مادة لاصقة محسّنة لضمان الثبات
وبدأ تثبيت هذه النسخة المعاد تصميمها في سيارات تيلورايد المنتجة منذ سبتمبر 2024.
سجلت كيا حتى الآن أكثر من 16 ألف حالة فقدان للزخارف، بواقع:
- 12,112 سيارة تيلورايد
- 4,082 سيارة K5
وهو رقم يعكس اتساع نطاق الخلل وخطورة تجاهله لفترة طويلة.
الاعتماد على نفس الموردين والمواد عبر الطرازات المختلفة قد يكون اقتصاديًا، لكنه يجعل الأعطال تنتشر كالنار في الهشيم بين عدة خطوط إنتاج.
تعد قضية كيا تيلورايد وK5 مثالًا حيًا على أن تجاهل العيوب الطفيفة في نظر الشركات قد يُكلّفها غاليًا على صعيد السمعة والسلامة والمساءلة القانونية.