بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الجمعة، بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية واستكمال بقية مناسك الحج، بعد أن أتموا الوقوف بعرفة في الركن الأعظم من مناسك الحج، ثم نفرت جموعهم إلى مزدلفة مع مغيب شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
وشهدت المشاعر المقدسة انسيابية واضحة في تنقلات الحجيج، وسط استعدادات مكثفة من مختلف الجهات السعودية المختصة لضمان سلامة الحجاج وتيسير أداء المناسك في أجواء آمنة وميسّرة.
الوقوف بعرفة.. الركن الأعظم
وكان الحجاج قد أدوا، يوم الخميس، الوقوف بعرفة في مشهد مهيب، متضرعين بالدعاء والتكبير، تحت متابعة أمنية وصحية وخدمية عالية المستوى. وتُعد وقفة عرفة ذروة مناسك الحج، التي قال عنها النبي الكريم إنها “الحج عرفة”، إذ يقف فيها الحاج من زوال شمس يوم التاسع حتى الغروب، ملبّين ومهللين، سائلين المولى القبول والرحمة.
أكثر من 1.6 مليون حاج هذا العام
في السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية أن عدد الحجاج هذا العام بلغ مليونًا وستمائة وثلاثة وسبعين ألفًا ومئتين وثلاثين حاجًا، منهم أكثر من مليون وخمسمائة ألف قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، في حين بلغ عدد الحجاج من الداخل 166.654 من المواطنين والمقيمين.
ويمثل هذا الرقم أحد أعلى الأعداد بعد التراجع الكبير الذي شهدته مواسم الحج الماضية بفعل جائحة كورونا، ما يعكس عودة تدريجية لموسم الحج إلى طاقته الاستيعابية الطبيعية.
استعدادات مكثفة في منى ليوم النحر
ومن المنتظر أن يقضي الحجاج يومهم اليوم في مشعر منى حيث يواصلون التكبير ويتهيأون لأداء شعائر يوم النحر، الذي يشمل رمي جمرة العقبة الكبرى، ونحر الهدي، والحلق أو التقصير، ثم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة.
السلطات السعودية أعلنت في وقت سابق عن خطط تشغيلية وخدمية متكاملة لتوفير أعلى درجات الأمان والراحة لضيوف الرحمن، وسط جهود لوجستية ضخمة تشمل النقل والإسكان والرعاية الصحية والخدمية، لمواكبة التدفق الكبير للحجاج وتنظيم تنقلهم بين المشاعر.