احتفلت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية اليوم الأحد ٣ أغسطس بإطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وذلك بالمعهد القومي للتغذية التابع للهيئة.
يأتي هذا الاحتفال تأكيدًا على أهمية الرضاعة الطبيعية كعنصر أساسي لصحة الأم والطفل، ودعمًا لجهود الدولة في تعزيز الوعي الصحي.
حيث شهد الاحتفال الأستاذ الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية ، د. عبد البصير قرشي المستشار الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية ، د. سادانا بهجوات مسئول مكتب منظمة الصحة العالمية بمصر ، د. علياء حافظ مدير برنامج الأغذية العالمي، ود. معتز صالح رئيس وحدة التغذية باليونيسف ، و أ.د. نغم عابد نائب رئيس الهيئة للبحوث العلمية والتطبيقية، فى ضيافة أ. د. سحر خيري، عميد المعهد القومي للتغذية، وبحضور عدد من مديري وحدات الهيئة، ورؤساء أقسام الأطفال واستشاريين معهد التغذية، ولفيف من أساتذة الجامعات وأطباء وزارة الصحة والسكان.
و أكد الأستاذ الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار رئيس الهيئة على أن الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول لحماية الطفل من الأمراض وتعزيز صحة الأم والمجتمع، وتمثل استثمارا حقيقيا في صحة الإنسان على مدار العمر فضلا عن آثارها النفسية والاجتماعية الإيجابية، وأضاف سيادته أن تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية يأتي ضمن الأولويات الاستراتيجية لوزارة الصحة والسكان فى الخطة الاستراتيجية القومية ( ٢٠٢٤ – ٢٠٣٠ )، حيث تم إدراجها ضمن الأولوية الأولى المتعلقة برفع مستوى الرعاية الصحية لتحسين مؤشرات صحة الطفل والأم، وانطلاقا من هذا الإدراك العميق للهيئة لأهمية الرضاعة الطبيعية فقد تم إدراجها كمحور رئيسي ضمن الخطة التنفيذية للهيئة للعام ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥، وفى هذا السياق حققت الهيئة انجازات في تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية حيث تم تأسيس لجنة الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية بقرار رقم ٥٦٧ بتاريخ ١٩-١١-٢٠٢٣، حيث تم تنفيذ برنامج تدريبي لمدة ٤٠ ساعة TOT لإعداد المدربين بالهيئة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم تنفيذ دورة تدريبية لمدة ٤٠ ساعه للكوادر الطبية ( الأطباء و التمريض ) بالوحدات التابعة للهيئة، وسوف يتم كذلك عقد دورة تدريبية جديده مطلع شهر سبتمبر القادم، كما تم افتتاح عدد ستة عيادات للرضاعة الطبيعية بوحدات الهيئة بمستشفيات أحمد ماهر – الجلاء – دمنهور – المطرية – الساحل، والمعهد القومي للتغذية والتى تستقبل متوسط ٣٥٠ حالة شهريًا خلال الفترة من عام ٢٠٢١ حتى ٢٠٢٤ ، وجاري التوسع لافتتاح عيادات المرحلة الأولى حيث نستهدف ١٠ وحدات بالمحافظات المختلفة بمستشفيات الأحرار التعليمي، شبين الكوم التعليمي، بنها التعليمي، وسوهاج التعليمي.
وأفاد رئيس الهيئة بأن الهيئة تلتزم بتوفير البيئة الداعمة للأمهات، وإعداد وطباعة مواد توعية تثقيفية للأمهات تتناول فوائد الرضاعة الطبيعية وآليات التغذية التكميلية السليمة لضمان وصول الرسائل الصحية الى الفئات المستهدفة بطرق مبسطة وفعالة.
مضيفًأ أنه تم نشر عدد ثلاث أبحاث أعوام ٢٠٢٢ ، ٢٠٢٣ ، ٢٠٢٤ من الباحثين بالمعهد القومي للتغذية، تخصص طب الاطفال، تناولت علاقة الرضاعة الطبيعية ومرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال، الآثار النفسية للرضاعة الطبيعية على الرضع، التغذية التكميلية والرضاعة الطبيعية.
ووجه رئيس الهيئة الشكر لأساتذة وأخصائيي التغذية بالمعهد على جهودهم الحثيثة فى مجالات التغذية المختلفة، وطالبهم بالمزيد من الابحاث والتدريب، كون المعهد هو الجهة الوحيدة المنوطة بها ذلك، وأن هذا يتسق مع قرار انشاء الهيئة وخطتها الاستراتيجية.
وأوضح د. عبد البصير قرشي المستشار الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية هي حجر الزاوية في بناء جيل قوي وصحي، وأنها استثمار فى مستقبل أطفالنا وفى قوة المجتمع ككل، لذا تم إدراجها ضمن أهداف التغذية العالمية الستة لعام 2025، لما لها من أهمية قصوى، وذلك من خلال توفير الدعم اللازم للأمهات وتقديم المشورة الطبية المتخصصة، والعمل على نشر الوعي بأهميتها عبر كافة المنشآت الطبية.
وأكدت د.علياء حافظ مدير برنامج الأغذية العالمي على الجهود المبذولة لتعزيز الرضاعة الطبيعية، وأكدت على دورها الحيوي فى الحد من معدلات الوفيات والأمراض بين الأطفال، حيث أن الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول ضد العديد من الأمراض، وتلعب دورًا محوريًا فى تعزيز المناعة، وتمثل رابط عاطفي قوي بين الأم والطفل، ويعمل برنامج الأغذية العالمي على دمج برامج دعم الرضاعة الطبيعية في كافة الاستراتيجيات الصحية، لضمان حصول كل طفل على هذا الحق الأساسي في التغذية السليمة.
وقال د . معتز صالح رئيس وحدة التغذية باليونيسف أن تمكين الأمهات العاملات هو استثمار في صحة أجيال المستقبل، موضحاً أهمية إنشاء عيادات صديقة للطفل مطابقة لمعايير الجودة العالمية بالمنشآت الصحية، وأن اليونسيف يدعم مثل هذا التوجه ،
اتخاذ خطوات عملية
ومن خلال هذا الأسبوع العالمي ندعو إلى اتخاذ خطوات عملية نحو خلق بيئة عمل صديقة للأم والطفل لضمان استمرارية رحلة الرضاعة الطبيعية وتحقيق مستقبل أكثر صحة لأطفالنا.
وفى كلمتها شددت د. سحر خير عميد المعهد القومى للتغذية على أهمية دعم الأمهات العاملات لضمان استمرارية الرضاعة الطبيعية، ففى ظل التحديات التى تواجهها الأمهات في التوفيق بين مهام العمل ورعاية أطفالهن يبرز دور المؤسسات والمجتمعات فى توفير بيئة داعمة تضمن حصول أطفالهن على حقهم فى التغذية المثلى، وأن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد خيار، فهي تقدم للرضيع كل ما يحتاجه من عناصر غذائية ومناعية وتعزز من ارتباطه العاطفي بأمه ولذلك، ووجهت الدعوة إلى تضافر الجهود لتوعية المجتمع بأهمية إنشاء أماكن مخصصة للرضاعة في أماكن العمل وتوفير الدعم المعنوي والمهني للأمهات.
وستتضمن الاحتفالية مجموعة من الفعاليات الهادفة التي تسلط الضوء على أحدث التوصيات العالمية بشأن الرضاعة الطبيعية، ودور المؤسسات الصحية في دعم الأمهات، بالإضافة إلى ورش عمل توعوية سيقدمها خبراء من المعهد القومي للتغذية والشركاء الدوليين فى العديد من المستشفيات داخل الهيئة وخارجها بمحافظات الجمهورية.
يأتي هذا الاحتفال في إطار التزام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية بالعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المحلية والدولية لضمان مستقبل صحي أفضل للأجيال القادمة.