استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، كما استقبل رافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج.
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، المحلل السياسي والكاتب الصحفي، إن القاهرة استطاعت أن تنعش التفاوض حول الملف النووي الإيراني مجددا، وأن تحدث انفراجة في المسار السياسي، بعد أن اقنعت الجانب الإيراني ووكالة الطاقة الذرية، بالعودة والنقاش، لإعادة الحوار مجددا.
وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا منجز دبلوماسي يحسب للدولة المصرية، والدبلوماسية المصرية القادرة على اختراق عدد من الملفات الصعبة بالمنطقة، وحلحلتها بما ينعكس إيجابيا على دعم الاستقرار الإقليمي، وبما ينحي الخيارات العسكرية، ويجعل الخيار السياسي الدبلوماسي هو الأنجح وأيضا الأساسي في حل المشكلات بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشار رائف، إلى أن الاجتماع الثلاثي الذي شاهدناه أمس، وجمع مصر وإيران ومدير وكالة الطاقة الذرية، يعد الاجتماع الثاني الذي تحتضنه القاهرة، برعاية القيادة السياسية المصرية.
وتابع: “توقيع الاتفاق وعودة إيران للتشاور مع وكالة الطاقة الذرية منجز مهم للغاية بعد الضربات الأمريكية للمنشآت النووية في إيران، حيث كان من الصعب إعادة هذا المسار لولا القاهرة، وأيضا ثقة الجانبين في مصر، تعكس المصداقية التي تتمتع بها مصر بين المجتمع الدولي، كون مصر دائما وأبدا وسيط نزيه يتمتع بالشفافية وقادر على هدف أسمي هو تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي “.
كان السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، صرح بأن لقاء الرئيس مع وزير الخارجية الإيراني تناول تطورات العلاقات بين مصر وإيران، حيث نقل الوزير الإيراني إلى الرئيس تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وتطلعه إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، الأمر الذي ثمنه الرئيس، مشيرا إلى أهمية مواصلة استكشاف آفاق التعاون المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز الاستقرار الإقليمي.
وأضاف السفير محمد الشناوي، أن اللقاء تناول مستجدات الملف النووي الإيراني، حيث أشار الرئيس إلى أهمية التوصل في القاهرة إلى اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بينهما، مؤكدا دعم مصر لجهود خفض التصعيد، واستعدادها للاضطلاع بدور فاعل في تهيئة بيئة للحوار البناء بين الأطراف المعنية، بما في ذلك بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعما للاستقرار الإقليمي وتجنبًا لانزلاق المنطقة إلى دوائر جديدة من التوتر والعنف.
وأشاد الرئيس، في هذا الصدد، باتفاق استئناف التعاون الذي تم التوصل إليه اليوم بالقاهرة بوساطة مصرية، باعتباره خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد، من شأنها إقناع الأطراف المعنية بالتراجع عن أي خطوات تصعيدية، وإفساح المجال أمام الدبلوماسية والحوار، تمهيدا للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني.
وشدد الرئيس، على ضرورة تنفيذ الاتفاق واستئناف التعاون بين إيران والوكالة، وإجراء كافة الاتصالات اللازمة مع كل الأطراف المعنية لاستئناف مسار المفاوضات.