في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والمخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة غير محسوبة، يتعين على لبنان أن يعيد تقييم مواقفه وخياراته الوطنية من منطلق السيادة، والحفاظ على السلم الداخلي، وفرض هيبة الدولة.
وفي هذا الصدد، قال عبد الله نعمة، كاتب وباحث سياسي، إنه من الواضح أن إسرائيل لا تبدي أي التزام فعلي بقرارات الشرعية الدولية، وقد أثبتت التجربة أن سلوكها السياسي والعسكري لا يبنى على احترام المواثيق أو الاتفاقيات.
وأضاف نعمة، في تصريحات لـ “صدى البلد”: “ولهذا فإن أي مسعى للتفاوض معها، خاصة بوجود رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، يثير الكثير من المخاوف، نظرا لانعدام الثقة في نواياه وممارساته”.
وتابع: “أما من جهة موازين القوى، فإن السلاح الذي يمتلكه حزب الله، رغم خطورته، لا يقارن من حيث التطور والدقة والقدرة التدميرية بترسانة إسرائيل العسكرية المتقدمة، فبينما يمتلك الحزب ترسانة من الصواريخ الباليستية، تظل إسرائيل متفوقة بمنظوماتها الدفاعية والهجومية الفتاكة، ما يفرض علينا إدراك حجم الفارق في ميزان الردع والقوة”.
واستطرد: “وفي المقابل، نؤكد أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية الوحيدة التي تمتلك الهيكلية والتنظيم والانضباط الكفيل بحماية الوطن من أي عدوان خارجي، إن تحصين الدولة يبدأ من تمكين الجيش وتعزيز سلطته، وليس من خلال وجود تنظيمات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة”.
وأردف: “وعلى هذا الأساس، يجب أن يخضع حزب الله للشرعية اللبنانية، ويوافق على تسليم سلاحه لصالح الجيش، لأن أي سلاح خارج الدولة هو سلاح يشكل خطرا على وحدة لبنان واستقراره”.
واختتم: “حزب الله يتصرف وكأنه الوصي الوحيد على أمن الوطن، لكنه في واقع الأمر يجر لبنان نحو مزيد من العزلة والصراعات، دون أن يمتلك القدرة الحقيقية على حماية نفسه، فضلا عن حماية البلاد، واستمرار هذا الوضع لا يخدم أحدا، بل يعرض لبنان لمخاطر جسيمة داخليا وخارجيا”.