سلط تقرير نشرته شبكة بي بي سي البريطانية الضوء على شخصية محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حمدتي، وذكرت أنه لم يأتِ من صفوة أو مدرسة سياسية — بل من براري دارفور، حيث بدأ حياته تاجراً للجمال وتاجر ذهب متستر بنفوذ مسلح.
واليوم، هذا التاجر «غير الشرعي» صار زعيماً ميليشياً يسيطر على نصف السودان، ويحول موارد البلد إلى إمبراطورية شخصية مبنية على العنف والنهب والابتزاز.
من تاجر جمال إلى تاجر حرب
جاءت جذور حمدتي بدوية ومتشبعة بعادات التهريب والتجارة عبر الصحراء.
وظن البعض أنه رجل أعمال محلي يمكن دمجه في النظام. لكن الوجه الحقيقي ظهر واضحاً؛ فالتحول من قائد ميليشيا (الجنجويد) إلى رأس قوات الدعم السريع جاء مصحوباً بتورط في عمليات تطهير عرقي، وسيطرة على مناجم الذهب، وتحويل عائدات الموارد إلى ثروة عائلية تدار من خلال شركات «مستوردة».
وتحت عباءة «حماية الأمن» تحولت قواته إلى جيش موازٍ يمضي في فرض إرادته بالسلاح.
ووثقت تقارير حقوقية وأممية عمليات قتل واغتصاب وحرق قرى، بينما وصفت جهات رسمية بعض حملاته بأنها «فظائع» قد ترتقي إلى جرائم حرب أو إبادة.
الأمر الأخطر: تحويل الأجهزة الأمنية إلى أدوات اقتصادية
انتشرت أسواق «دقلو» بعد نهب المدن والمرافق ليست سوى دليل على صناعة ربح من الخراب. نهب الأسواق والمستشفيات والجامعات لم يعد عملاً عسكرياً بل نشاطاً تجارياً منظماً يغذي خزائن قبضته على السلطة.
الداخل السوداني، ليس أمامه خيار سوى توحيد الجهود لفرض مدنية الدولة ووقف أي تظهير لميليشيات تجارية تجوب البلاد باسم «الأمن».
حمدتي اليوم ليس سوى تاجر غير شرعي استثمر الفوضى ليفرض إمبراطوريته على حساب دماء أهل السودان ومستقبله. إذا لم تقطع ساق هذا النظام الميليشياوي الآن، ستصبح الموارد الوطنية والحقوق والحياة العامة فريسة دائمة لميليشيات تتاجر بكل شيء.










