مع بداية الخريف الذي يشهد حالة اعتدال بعد صيف حار ورطب، تتجه أنظار خبراء الأرصاد الجوية إلى ما هو قادم شتاء قد يحمل في طياته تأثيرات مناخية غير اعتيادية، وربما عودة مرتقبة لظاهرة “النينيا”.
ورغم أن احتمالية تشكل النينيا خلال الفترة ما بين سبتمبر ونوفمبر لا تتجاوز 53%، إلا أن هذه النسبة ترتفع قليلا مع اقتراب نهاية العام لتبلغ 58%، بحسب أحدث تقارير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، والتي دفعتها هذه التوقعات إلى إصدار تحذير مبكر بشأن الظاهرة.
ما هي “النينيا”؟
النينيا ظاهرة مناخية طبيعية تحدث عندما تنخفض درجات حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ الاستوائي عن معدلاتها المعتادة، ما يؤدي إلى تغيرات في أنماط الغلاف الجوي، ويؤثر ذلك على أنماط الطقس حول العالم، خاصة خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وبحسب الخبراء، فإن تأثير النينيا المحتملة هذا العام سيكون على الأرجح أضعف من الحالات السابقة، ما يضع علامات استفهام حول مدى وضوح بصمتها على الموسم الشتوي المقبل.
كيف يمكن أن يؤثر ذلك على شتاء هذا العام؟
وفقا للتوقعات، ينتظر أن تتطور ظروف “النينيا” تدريجيا خلال فصل الخريف، لتعلن رسميا عند نهايته أو مع بداية الشتاء. وإذا تحققت هذه التوقعات، فقد تستمر الظاهرة طوال الشتاء وحتى أوائل الربيع.
ويمثل التيار النفاث وهو تيار هوائي عالي في الغلاف الجوي يحمل العواصف أهم العناصر التي تتأثر بـ”النينيا” إذ تميل هذه الظاهرة إلى دفع التيار شمالا، ما يؤدي إلى سحب المنخفضات الجوية نحو الولايات الشمالية، بينما تميل المناطق الجنوبية إلى أن تكون أكثر جفافا ودفئا من المعتاد.
ماذا تقول التوقعات؟
تشير التنبؤات المناخية إلى شتاء أكثر جفافًا بينما يُحتمل أن تشهد بعض المناطق زيادة في هطول الأمطار مقارنة بالمتوسط.
وأين الثلوج؟
بالنسبة لعشاق الثلوج، فإن ارتفاع معدلات الهطول لا يعني بالضرورة تساقطها على شكل ثلوج إذ يجب أن تكون درجات الحرارة ملائمة على السطح وفي الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكي يتحول الهطول إلى ثلج قابل للتراكم، وهو أمر غير مضمون هذا الموسم.
هل لا يزال هناك شتاء “نموذجي”؟
في ظل تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة الناتج عن انبعاثات الوقود الأحفوري، لم تعد فصول الشتاء كما كانت فقد أصبح الشتاء أسرع الفصول ارتفاعا في درجات الحرارة كما بدأ تساقط الثلوج بالتراجع تدريجياً في معظم مناطق العالم.
ومع هذا التقلّب المناخي المستمر، لم يعد من السهل التنبؤ بشتاء “تقليدي”، مما يجعل متابعة تطورات “النينيا”وغيرها من الظواهر الجوية أمرا حيويا لفهم ما ينتظرنا في الأشهر المقبلة.