أطلقت آبل هذا العام هاتف iPhone Air كأكثر هواتفها نحافة على الإطلاق، إذ يبلغ سمكه 5.6 ملم، أي أقل بنسبة 19% من iPhone 6 التاريخي، ما مثّل إنجازاً هندسياً سمح ببطارية تدوم يوماً كاملاً حسب تصريحات آبل، وكاميرا خلفية مميزة بدقة 48 ميجابكسل.
أما أبرز ما يميزه فهو الهيكل فائق النحافة الذي عبّرت عنه آبل كقمة الإبداع التصميمي.
تقليص الإنتاج: أرقام الطلب لا تحقق الطموح
رغم الضجة الإعلامية، كشفت تقارير كورية جنوبية إلى أن آبل قررت تقليص الإنتاج بمليون وحدة بعد مبيعات ضعيفة، في وقت زادت فيه إنتاج iPhone 17 وiPhone 17 Pro وPro Max بما يصل إلى 7 ملايين وحدة إضافية.
تشير الإحصاءات إلى أن جزءاً كبيراً من العملاء فضّل الإصدارات الكلاسيكية التي يعرفها جيداً عن التجربة الجديدة للهاتف النحيف.
أسباب ضعف الإقبال: تطور الجيل الأساسي يغطي على التجديد
يُرجع المحللون هذا الفتور إلى أن آبل أدخلت العديد من التحسينات الكبيرة على iPhone 17 القياسي، وخاصة ميزة الشاشة ProMotion ذات التحديث المتغير من 1 إلى 120 هيرتز وزيادة كبيرة بعمر البطارية (حتى 30 ساعة من تشغيل الفيديو مقارنةً بـ22 ساعة في الجيل السابق).
إضافة لذلك، فإن افتقار iPhone Air لتعدد العدسات يجعل التصوير محدوداً نسبياً، بينما تظل الكاميرات والبطارية وسهولة التعامل مع النماذج الأخرى نقاط تفوق واضحة للجيل الأساسي.
مقارنة تسويقية: دروس فشل خيارات “النمط الجديد”
هذه ليست أول مرة تواجه فيها آبل هكذا تحدي؛ فقد جربت سابقاً طرح نماذج Mini ونماذج اقتصادية ولم تلق نجاحاً واسعاً.
يفضل المستهلك المتعود الأداء الشامل والمجرب بدلاً من خوض مغامرة مواصفات مبتكرة لكنها تقدم تنازلات (كتخلي الهاتف عن بعض الميزات الاحترافية في Pro).
دلالات وأثر استراتيجي على مستقبل آبل
رغم أن iPhone Air قد يكون نواة أو نموذج بروتوتايب لهواتف آبل القابلة للطي مستقبلاً إذ تشير مصادر إلى تصور لفكرة iPhone Fold مكون من جهازين Air ملتصقين جانباً لجانب إلا أن ضعف المبيعات قد يؤثر على وتيرة تطوير الطرازات المستقبلية.
يتوقع محللون أن تؤجل الشركة إطلاق أول آيفون قابل للطي حتى 2027 لعدم الاستقرار النهائي على التصميم.
تقييم المستخدمين والانطباعات العامة
التقييمات التي حصدها iPhone Air كانت متوازنة بين الإعجاب بالشكل النحيف والشاشة السريعة، وبين انتقادات للسماعة الأحادية، الأداء الحراري كاميرا أحادية العدسة، وصعود درجة حرارة الجهاز.
حتى ألوان الجهاز الجديدة (الأسود، الأبيض، الذهبي، الأزرق) لم تبدد حالة الفتور في السوق.
تجربة آبل مع iPhone Air تكشف أزمة بين الابتكار التصميمي وحاجات السوق الفعلية، وتؤكد أن التوجهات المستقبلية يجب أن تراعي رغبات المستخدمين الواقعية والاستفادة من نقاط القوة في السلاسل الرئيسية، مع التمهل في مغامرات هواتف الفئة الجديدة إلى حين نضج تقني وتوافق سوقي أوسع.