كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، قال فيه: وُلِدَ سيدُنا رسولُ الله ﷺ في شهرِ ربيعٍ الأنور، وأهلُ التوفيقات يختلفون في ميلاده.
وتابع: فكأنَّ ربَّنا – سبحانه وتعالى – أخفى يومَ مولده في ربيع، كما أخفى ليلةَ القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ لأنَّ المسألة ليست أن نحتفل بيومٍ واحدٍ من أيام ميلاده الشريف، بل أن نحتفل بكلِّ يومٍ في ربيعٍ الأنور، وأن نجعل هذا الشهر فهمًا عن سيدنا رسول الله ﷺ، وتصديقًا به، ومعيشةً في حاله عليه السلام.
ولفت إلى أن رسولُ الله ﷺ وُلِدَ في ذلك الشهر الأنور، في يومٍ اختلف العلماءُ فيه، والاختلاف يثير الهمة، ويبيّن مدى التقصّي الذي ناله هذا العظيم ﷺ، ولم ينله عظيمٌ قط في التاريخ؛ فمن تتبّع سيرتَه وأحواله، وما تعامل معه من خلق الله، من بشرٍ، أو أدواتٍ، أو غزواتٍ، أو أماكن، أو أزمنةٍ، لم يحظَ أحدٌ في التاريخ – إلا دُرَّة الأكوان ﷺ – بهذا الاهتمام البليغ.
واضاف: عندما وُلِد ﷺ، فكأنَّ الشمس ظهرت فخبتْ نجومُ الأنبياء في ضياء شمس رسول الله ﷺ، وأصبح المسلمون أمةَ دعوةٍ يدعون إلى الله ورسوله، ويحاربهم الناس من أجل رسول الله ﷺ.
وأشار إلى أن مولدُ النبي المصطفى ﷺ لم يكن يومًا عابرًا، بل ينبغي علينا أن نعيشه في كلِّ يوم؛ فاليومُ المعيَّن الذي وُلِدَ فيه المصطفى ﷺ هو خيرُ أيام الله كلِّها، منذ خلق الله الأرضَ ومن عليها، بل والكونَ وما فيه، إلى أن يرجع ذلك إلى ربّه.
سيدُنا رسولُ الله ﷺ، وما أدراكم ما سيدُنا رسولُ الله ﷺ!..
سيدُنا رسولُ الله ﷺ سيدُ الثقلين، وسيدُ الكونين: المشاهد والغائب، فهو خيرُ خلقِ الله كلِّهم.
سيدُنا رسولُ الله ﷺ هو بابُ البشر إلى ربِّهم؛ من لزم الباب فُتح عليه، ومن أغلقه على نفسه فقد أغلق على نفسه خيرًا كثيرًا.
واختتم منشوره بالصلاة على النبي بهذه الصيغة: اللهمَّ صلِّ على سيّدنا محمدٍ، خاتمِ الأنبياء، ومعدنِ الأسرار، ومنبعِ الأنوار، وجمالِ الكونين، وشرفِ الدارين، وسيدِ الثقلين، المخصوصِ بقابِ قوسين، وعلى آله.