في مشهد غير مألوف، تعيش الأسواق المغربية تحولات غير مسبوقة مع حلول عيد الأضحى، بعد القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة نحر الأضاحي لهذا العام.
القرار، الذي جاء على خلفية التراجع الكبير في أعداد الماشية وظروف الجفاف الحادة، دفع الأسر المغربية إلى البحث عن بدائل للحوم العيد، مما أدى إلى إقبال واسع على اللحوم البيضاء، وتحديداً الديك الرومي.
الديك الرومي.. بديل العيد المفضل
من بين الأسواق التي عرفت هذا التحول، يبرز سوق أولاد موسى الأسبوعي بضواحي بني ملال، والذي شهد حركية غير معهودة على محلات بيع لحوم الدواجن.
الإقبال كان منصباً بشكل لافت على لحم الديك الرومي، الذي أصبح الخيار الأول لدى الكثير من العائلات المغربية كبديل رمزي عن أضحية العيد.
ومع ازدياد الطلب، ارتفعت الأسعار بشكل مفاجئ، حيث قفز ثمن الكيلوجرام من 40 إلى 65 درهماً، أي بزيادة بلغت 30 درهماً دفعة واحدة. هذه الزيادة أثارت امتعاض العديد من المواطنين الذين اعتبروا أنها تجاوزت طاقتهم الشرائية، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها شريحة واسعة من السكان.
تشديد الرقابة ومنع نحر الأضاحي
في سياق موازٍ، شرعت السلطات المحلية في تنفيذ القرار الملكي بحزم، حيث تم منع دخول الشاحنات المحملة بالمواشي إلى الأسواق الأسبوعية، بما فيها سوق أولاد مبارك المجاور. كما تم تفعيل إجراءات صارمة لمنع أي محاولات للالتفاف على القرار، بما في ذلك رصد عمليات الذبح السرية أو بيع الأضاحي بشكل غير قانوني.
وتضمنت الإجراءات أيضاً حظراً شاملاً لبيع المواشي في الأسواق العشوائية المعروفة بـ”الشناقة”، بالإضافة إلى منع طقوس تقليدية كانت مرتبطة بالعيد مثل شحذ السكاكين في الشوارع وبيع الفحم الخاص بالشواء.
عيد استثنائي بطابع تضامني
يحمل عيد الأضحى هذا العام طابعاً استثنائياً في المغرب، عنوانه التضامن الوطني في مواجهة أزمة مناخية واقتصادية خانقة.
وبينما يتكيّف المواطنون مع هذا الواقع الجديد، تبقى الآمال معلقة على عودة الظروف الطبيعية واستعادة طقوس العيد كما عرفها المغاربة جيلاً بعد جيل.
وفي هذه الأثناء، يشكل الديك الرومي رمزاً مؤقتاً لعلاقة المغاربة الراسخة مع طقوس العيد، وإن اختلفت الوسائل وتغيّرت المعالم.