أعلن مسؤول في حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، الخميس، أنه تم انتشال أكثر من 370 جثة من ضحايا الانزلاق الأرضي الذي ضرب قرية ترسين بولاية وسط دارفور، الثلاثاء، وأسفر عن مصرع ما يقارب الألف شخص.
وقال ناظر منطقة شرق جبل مرة، إبراهيم حسب الله، في مقطع فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن فرق الإنقاذ التابعة للسلطة المدنية في المنطقة تمكنت من دفن الجثامين التي عُثر عليها وفق الطقوس المتبعة، مشيرًا إلى أن العديد من الضحايا ما زالوا عالقين تحت الصخور أو جرفتهم السيول.
وأضافت حركة تحرير السودان في بيان أن عمليات الإنقاذ لا تزال متواصلة وسط ظروف بالغة الصعوبة، موضحة أن قرية ترسين تقع في أخدود عميق بتربة بركانية هشة، ما يجعلها عرضة للانزلاقات الأرضية عند هطول الأمطار الغزيرة.
ووفق مصادر محلية، فإن حصيلة الضحايا قد تتجاوز الألف، في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، بينما تعاني فرق الإنقاذ من نقص المعدات والإمكانات اللازمة للتعامل مع حجم الكارثة.
وتأتي هذه المأساة في وقت يشهد فيه السودان أوضاعًا إنسانية متدهورة بفعل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليونًا، فيما تشير تقديرات أكاديمية إلى أن عدد الضحايا قد يقترب من 130 ألفًا.
ويرى مراقبون أن هذه الكارثة تكشف هشاشة البنية التحتية وقدرات الاستجابة في المناطق النائية بدارفور، حيث يعاني السكان من حصار مزدوج بفعل الصراع المسلح والكوارث الطبيعية. كما يخشى أن تؤدي الانزلاقات الأرضية الأخيرة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في الإقليم الذي يشهد أصلًا واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.