كشفت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأمريكية اليوم السبت أن كوريا الجنوبية طلبت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون “وسيط سلام”، بهدف خفض التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضحت الوكالة إنه وفقا لوزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو هيون، طلب الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج طلب من ترامب التوسط وأن يستخدم نفوذه لإقناع كوريا الشمالية بالمشاركة في محادثات سلام .
وقال الوزير هيون في مقابلة مع الوكالة إن لي طلب من ترامب الاضطلاع بدور قيادي لأن العالم قد تغير وأصبح أكثر تعقيدا منذ الصراع الروسي الأوكراني في عام 2022.
وأضاف تشو: “لذا، نحن قلقون للغاية إزاء أي اشتباك عسكري محتمل في شبه الجزيرة الكورية، ولذلك فإننا مضطرون إلى بحث إمكانية إجراء محادثات مع كوريا الشمالية لخفض التوتر العسكري، ونريد على الأقل إنشاء خط اتصال مباشر”.
وأكد أن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية “ضروري، ولا يمكننا التهاون في هذا الأمر”.
وأفاد تشو بأن ترامب رحب بهذا الطلب وأعرب عن استعداده لإعادة التواصل مع كوريا الشمالية، بينما لم يصدر أي بيان من البيت الأبيض حتى الآن وفقا للوكالة .
واجتمع ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ثلاث مرات خلال فترة قيام كوريا الشمالية بتطوير برنامجها النووي، الذي يعتبره كيم أساسي لضمان أمن بلاده واستمرارية حكمه.
وعُقدت قمتان في سنغافورة في يونيو 2018 وفي فيتنام في فبراير 2019، حيث اختلف ترامب وكيم حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية. وفشل الاجتماع الثالث الذي عُقد في ذلك العام على الحدود بين الكوريتين في إنقاذ المحادثات النووية، ومنذ ذلك الحين امتنع كيم عن أي تفاوض مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ومنذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير الماضي، أعرب مراراً عن أمله في استئناف المحادثات مع كيم. وقال الزعيم الكوري الشمالي يوم الاثنين الماضي إنه ما زال لديه “ذكريات جيدة” عن ترامب، لكنه حث الولايات المتحدة على التخلي عن شرطها بإلغاء برنامج كوريا الشمالية النووي كشرط مسبق لاستئناف المحادثات.
ومن المتوقع أن يزور ترامب كوريا الجنوبية الشهر المقبل لحضور قمة التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادئ، مما دفع وسائل الإعلام للتكهن بأنه قد يلتقي بكيم على الحدود. ومن المنتظر أن يلتقي ترامب أيضًا بالرئيس الصيني شي جين بينج خلال هذا اللقاء.
وأشارت الوكالة إلى تصاعد التوترات بين الكوريتين مؤخرا حيث أفاد الجيش الكوري الجنوبي أمس بأنه أطلق نيران تحذيرية لإبعاد سفينة تجارية كورية شمالية عبرت مؤقتًا الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين.
وقال تشو: “أنا لستُ مندهشًا، ولكن هذه الحادثة تبرر سياسة الحكومة الجديدة التي تنص على ضرورة إنشاء خط اتصال مباشر بين الجيشين، وخفض التوتر العسكري وبناء الثقة بين الطرفين”.
وفاز لي، الذي كان يرأس حزب المعارضة الديمقراطي، في الانتخابات المبكرة في يونيو الماضي بعد إقالة الرئيس السابق يون سوك يول في ديسمبر بينما تولى تشو، وهو دبلوماسي سابق ونائب سابق لبعثة كوريا الجنوبية في الأمم المتحدة، منصب وزير الخارجية في 19 يوليو الماضي.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال لي إن كوريا الجنوبية عادت إلى المجتمع الدولي كدولة مستقرة بعد الاضطرابات الداخلية، وأثبتت التزامها بالديمقراطية.
ومنذ توليه منصب وزير الخارجية، أوضح تشو للبلدان المجاورة، بما في ذلك خلال زياراته إلى اليابان والصين، أن الحكومة الجديدة “مستعدة للعمل من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية وفي شمال شرق آسيا”.
وقال إن الحكومة ترغب في تعزيز العلاقات مع الصين، وأنه عقد “لقاءً مثمرًا” مع وزير الخارجية الصيني وانج يي، “لكنني أوضحت أن هناك أمورًا معينة لا يمكننا قبولها”.