في تصعيد جديد في قطاع غزة، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من التصريحات التحذيرية التي تعكس توجها نحو توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي خطاب شديد اللهجة، وجه نتنياهو تحذيرا مباشرا لسكان غزة، مطالبا إياهم بمغادرة المدينة، تمهيدا لما وصفه بـ”العملية الرئيسية المكثفة”.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنذر بتصعيد خطير، إذ يبدو أنه يحاول تصدير أزماته الداخلية إلى دول الجوار، وفي مقدمتها مصر.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك تنسيق أو تواطؤ بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يجري في غزة، ما يعقد فرص التهدئة.
وأشار فهمي، إلى أن يظل الحل الأنسب هو وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى مسار المفاوضات كخيار وحيد لتجنب المزيد من التصعيد وسفك الدماء.
وتابع: “تواجه مصر تحديات كبيرة في جهودها لـ إعادة إعمار غزة، حيث تعمل على تدريب قوات الشرطة الفلسطينية بهدف دعم وتمكين السلطة الفلسطينية على الأرض، كما يعد موقف الدول العربية باعتزاز، لدعمها الجاد والمشرف لمسار حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام العادل والدائم”.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سكان غزة بمغادرتها فورا، مؤكدا أن ما قام به الجيش الإسرائيلي حتى الآن في المدينة ليس إلا تمهيدا لمرحلة عسكرية أكثر عنفا.
وفي كلمة ألقاها من داخل غرفة عمليات سلاح الجو الإسرائيلي، قال نتنياهو: “لقد وعدتكم قبل أيام قليلة بأننا سنسقط أبراج الإرهاب في غزة، وهذا بالضبط ما نقوم به حاليا.
وخلال اليومين الأخيرين، تم تدمير 50 برجا من هذا النوع، بفضل سلاح الجو الذي نفذ المهمة بنجاح”.
وأضاف: “ما يحدث الآن لا يمثل سوى البداية. إنها مقدمة للعملية العسكرية الرئيسية، وهي مناورة برية واسعة النطاق تستعد لها قواتنا حاليا، حيث تتجمع على مشارف مدينة غزة تمهيدا للدخول إليها”.
وفي تصعيد خطير ضد السكان المدنيين، توجه نتنياهو برسالة مباشرة إلى أهالي غزة قائلا: “أنتهز هذه الفرصة لأخاطبكم بشكل واضح: لقد شاهدتم ما يحدث، وقد تم تحذيركم مرارا.. غادروا المكان على الفور، فهذا هو الوقت المناسب للرحيل”.
ولم تقتصر تهديدات نتنياهو على غزة فقط، بل امتدت لتشمل الضفة الغربية أيضا، حيث قال: “لقد نجحنا في القضاء على أوكار الإرهاب في ثلاثة مخيمات للاجئين بالضفة الغربية، وقد وجهت أوامري للقوات الأمنية بمواصلة العمليات في مواقع أخرى يعتقد أنها تأوي عناصر إرهابية”.
والجدير بالذكر، أن تعكس تصريحات نتنياهو اتجاها نحو تصعيد ميداني غير مسبوق في قطاع غزة، في ظل تجاهل كامل للتحذيرات الدولية والمخاوف من كارثة إنسانية وشيكة.
بينما تتجمع القوات الإسرائيلية على حدود المدينة، يبقى مصير المدنيين معلقا وسط غياب أي بوادر لوقف إطلاق النار أو العودة إلى مسار سياسي يحقن الدماء.