افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025، النسخة السادسة من معرض “طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال”، وذلك بمقر مكتبة الإسكندرية بحضور دبلوماسي وبرلماني وثقافي رفيع.
قال الدكتور أحمد زايد في كلمته: “نجتمع في مكتبة الإسكندرية وعلى أرض مصر، لندشن النسخة السادسة من معرض الأمير طلال بن عبد العزيز تحت عنوان “طلال تاريخ تقرأه الأجيال”، وهو المعرض الذي يسجل سيرة ومسيرة رمزًا عربيًا دوليًا سجل التاريخ اسمه كأول مبعوث أممي سامٍ عربي للطفولة، وكرّس حياته مؤمناً بأن العمل المؤسسي هو السبيل العلمي والمنهجي لتحقيق التنمية. فمسيرة الأمير طلال بن عبد العزيز، وعطاءاته للإنسانية ودوره في تحفيز الاهتمام بمختلف أبعاد قضايا الطفل العربي، كان السبب الرئيسي في إنشاء المنظمات التنموية المختلفة التي دشّنها الأمير طلال، سواء كانت للمرأة، أو للطفل، أو للتنمية المستدامة، أو الشبكة العربية للمنظمات الأهلية”.
واستهل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود كلمته بتقديم أسمى عبارات الشكر والعرفان إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد المسيرة ورمز العزيمة والإرادة، على ما يوليه من اهتمام ورعاية لمؤسسات العمل التنموي، وعلى دعمه المتواصل لكل ما يوطّد أواصر الأخوّة بين البلدين الشقيقين.
كما قال الأمير عبد العزيز “أتيت إليكم من أرض طلال وعشقه الأول، ووطنه الأم: المملكة العربية السعودية، إلى بلده الثاني ومحبوبته الأبدية: جمهورية مصر العربية. هنا في الإسكندرية حيث كانت الصفحة الأولى في حياة ذلك الأمير الذي جاء بشموخ الصحراء ورحابتها وأصالة أهلها، ليفتح عينيه على عظمة أرض الكنانة وحضاراتها، ورذاذ المتوسط، وعبقرية أهلها وطيبة إنسانها. مضيفا: “لم نأتِ لنُقيم معرضًا يضم مقتنيات ومعلومات فحسب؛ بل أتيت ومعي روح طلال إلى المكان الذي أحبّه. حملت عشقه وذكرياته وشغفه بالإنسان والتنمية، وانحيازه للإنسان العربي وهمومه، لنؤدي مسؤولية تاريخية نحملها على عاتقنا بأن نروي للأجيال المتواصلة شخصيةً استثنائيةً ونموذجًا للتواصل الإنساني والارتباط العميق بين دولتين شقيقتين يجتمعان على كل ما تعتز به الإنسانية”.
وفي كلمة الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية، والتي القاها نيابة عن الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، أشاد بعمق العلاقات التاريخية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، كعلاقات أخوّة صادقة وتعاون بنّاء في مختلف المجالات، وفي القلب منها التعليم والتنمية. مضيفا بأن الأمير طلال، رحمه الله، قد جسد هذه الروح الأخوية، إذ ارتبط بالدولة المصرية منذ أربعينيات القرن الماضي حين زار الإسكندرية تحديدًا. واليوم نحتفي بمسيرته العطرة في مكتبة الإسكندرية، هذا الصرح الذي يجسد عبر العصور معنى التلاقي الحضاري والثقافي بين كافة دول العالم.
وفي كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ألقاها السفير محمد صالح العجيلي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الإدارية والمالية بجامعة الدول العربية، أعرب عن سعادته لحضور حفل افتتاح النسخة السادسة “طلال .. تاريخ تقرأه الاجيال” احتفاءاً بمسيرة المغفور له بإذن الله الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود وارثه الانساني والمؤسسي والذي يحمل عنوان رسالة تنموية خالدة للارتقاء بمكانة الانسان العربي. والتي ستستمر من خلال الأمير عن العزيز بن طلال، ودوره في استكمال مسيرة والده في تقديم الدعم للبرامج والخطط التنموية التي تهدف إلى رفعة مكانة الإنسان في كافة المجالات.
في حين أشار الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية إن اجتماع اليوم في رحاب مكتبة الإسكندرية لافتتاح النسخة السادسة من معرض “طلال.. تاريخ تقرأ الأجيال” يمثل حدثاً ثقافياً رفيعاً يحمل في طياته معاني الوفاء والإبداع، ويؤكد على أهمية توثيق التجارب الملهمة التي تخلد في الذاكرة وتظل مصدراً لإلهام الأجيال القادمة، فهو رسالة متجددة بأن التاريخ يُصنع بالعطاء وأن الإبداع الإنساني حين يقترن بالمسؤولية الاجتماعية يترك أثراً خالداً، وهذا ما يجسده المعرض بوضوح، وما يجسده أيضًا الحضور الكريم اليوم من رموز ثقافية ومجتمعية عربية.
تضمن الافتتاح تكريم السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سابقا تقديرا لدور ها البارز في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما جرى تكريم مكتبة الإسكندرية حيث تسلّم درع التكريم الدكتور أحمد زايد، تقديرًا لجهود المكتبة في استضافة المعرض. كما تضمن الافتتاح عروضا لأفلام وثائقية تناولت سيرة الأمير طلال رحمه الله، إلى جانب نبذة عن المعارض السابقة.
تأتي نسخة المعرض هذا العام بالتزامن مع اليوم الدولي للعمل الخيري، وتُعد النسخة السادسة من سلسلة معارض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال”، والتي بدأت منذ العام 2020، وتنقلت ما بين الرياض والكويت والقاهرة، وصولاً إلى نسخة هذا العام التي تستضيفها مكتبة الإسكندرية. ويشتمل المعرض على مجموعة من المقتنيات الشخصية، والمخطوطات النادرة، والوثائق، والصور، والمراسلات الرسمية، بالإضافة إلى المؤلفات التوثيقية والأفلام ترتبط بحياة الراحل الأمير طلال رحمه الله .
ويحكي المعرض في أجنحته التي تصل إلى 11 جناحا قصصا ومواقف وانجازات من حياة الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله منها النشأة ومسيرته التنموية الحافلة على مدار ستة عقود وحتى رحيله عام 2018، ومسؤولياته الأولى، والمبادرات والمؤسسات التي أسسها، والتي وصل عددها إلى 20 مؤسسة في العديد من الدول العربية، إضافة إلى جناح خاص بالمعرض يبرز علاقة سموه مع مصر فكرياً وثقافياً وتنموياً، وأيضاً العلاقة الخاصة بمدينة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية.
شهد الافتتاح حضورا رفيع المستوى من كبار المسؤولين والمثقفين والشخصيات العامة والدبلوماسيين والبرلمانيين والإعلاميين، من أبرزهم صاحبة السمو الأميرة سرى بنت سعود آل سعود نائبة رئيس مؤسسة أحياها الإنسانية، والمستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والأستاذة جاكلين عازر محافظ البحيرة، والسفير صالح بن عيد الحصيني سفير خادم الحرمين الشريفين بجهورية مصر العربية، والسفير أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية بجمهورية مصر العربية، والقنصل محمد مزيد الهوشان القنصل العام لسفارة المملكة العربية السعودية بجمهورية مصر العربية، والوزراء الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي سابقا، والدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم سابقا، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سابقاً، والذين أعربوا خلال جولتهم بالمعرض عن تقديرهم لقيمة هذا المعرض وما يقدمه من إطلالة على المسيرة الزاخرة للراحل الأمير طلال رحمه الله
يفتح المعرض أبوابه للجمهور على مدار يومي 8 – 9 سبتمبر 2025، داخل مركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 7 مساءً، ويصاحبه نشاطاً ثقافياً على مدي يومي 8 – 9 سبتمبر 2025 بالمكتبة، يتضمن ندوات فكرية عن الأمير طلال والتنمية المستدامة، ورؤيته في التعليم والتمكين، فضلاً عن جلسة خاصة تتناول شهادات حية ومواقف إنسانية ممن عاصروا الأمير طلال.
كما يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية والجامعة العربية المفتوحة (فرع مصر) التي أسسها الأمير طلال رحمه الله، وتمتد فروعها اليوم إلى أكثر من 9 دول عربية.