في خطوة تُعد نقلة نوعية نحو مستقبل رقمي أكثر تطورًا، بدأت مصر رسميًا في تطبيق خدمات “إنترنت الأشياء”، وهو ما يُمثل بداية لعصر جديد من التفاعل الذكي بين الإنسان والتقنية.
هذه التكنولوجيا، التي كانت في السابق حكرًا على الدول المتقدمة، تدخل اليوم الواقع المصري لتصبح جزءًا من حياة المواطنين، بدءًا من السيارات الذكية، مرورًا بالمنازل، ووصولًا إلى أصغر الأجهزة الكهربائية.
المرحلة الأولى: السيارات الذكية في الصدارة
أعلن المهندس محمد إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم جهاز تنظيم الاتصالات، عن بدء تطبيق المرحلة الأولى من خدمات “إنترنت الأشياء” في مصر، حيث ستكون الانطلاقة من قطاع السيارات الذكية.
وأوضح إبراهيم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” على شاشة “MBC مصر”، أن هذه الخدمة ستتيح للسيارات إمكانية إرسال إشعارات فورية تتعلق بسرعة السيارة أو في حال حدوث حادث، ما يُسهم بشكل مباشر في تعزيز السلامة المرورية.
وقال إن هذه التكنولوجيا ستُمكّن السيارات من التواصل تلقائيًا مع جهات الطوارئ مثل الإسعاف أو الشرطة، ما يوفّر وقتًا ثمينًا قد ينقذ الأرواح، خصوصًا في الحالات الحرجة.
التوسع القادم: من الطرق إلى المنازل
وأكد المتحدث باسم جهاز تنظيم الاتصالات أن السيارات ليست إلا بداية لخطة واسعة النطاق تهدف إلى توسيع استخدامات “إنترنت الأشياء” لتشمل مختلف نواحي الحياة اليومية.
وأضاف أن الخطوة التالية ستكون في المنازل والأجهزة الكهربائية، حيث سيتم تزويدها بإمكانيات ذكية تتيح التحكم والمراقبة عن بُعد.

وذكر أن هذه التقنية ستوفر للمستخدمين القدرة على تشغيل أو إيقاف الأجهزة من خلال الهاتف المحمول، ومعرفة استهلاك الطاقة، وحتى جدولة تشغيل الأجهزة بناءً على احتياجات المستخدم، وهو ما يُعزز من كفاءة استخدام الموارد ويُقلل من الفاقد في استهلاك الكهرباء.
الشركات العالمية تستعد للسوق المصرية
في السياق ذاته، أشار إبراهيم إلى أن الشركات العالمية المصنعة بدأت بالفعل بتجهيز سياراتها الموجهة للسوق المصرية بهذه التقنيات الحديثة، ما يعكس استعداد القطاع الصناعي العالمي للتكيف مع خطط التحول الرقمي في مصر.
وشدد على أن جهاز تنظيم الاتصالات يعمل حاليًا على وضع الأطر التنظيمية والتقنية لضمان تقديم هذه الخدمات بكفاءة عالية، مع الحفاظ على خصوصية بيانات المستخدمين وأمن الشبكات.