تلقى دار الإفتاء المصرية تساؤلات من بعض المواطنين حول حكم تمني الموت والدعاء على النفس، خاصةً في لحظات الشدة أو اليأس، وأوضحت الدار أن هذا الفعل غير جائز شرعًا، لما فيه من اعتراض على قضاء الله وقدره، ومخالفة واضحة لما وجّه به النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشارت دار الإفتاء إلى الحديث الشريف الذي ورد فيه النهي الصريح عن الدعاء على النفس أو الأولاد أو الأموال، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيُستجاب لكم.”
كما شددت على أن تمني الموت بسبب الضر أو الشدة التي يمر بها الإنسان أمر منهي عنه، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.”
أوضحت دار الإفتاء أن البديل الشرعي لتمني الموت هو الدعاء بما جاء في السنة النبوية، مثل قول المسلم في لحظات الشدة:
“اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.”
وأكدت الدار على أهمية الصبر والرضا بالقضاء، واللجوء إلى الله في الأوقات الصعبة بالدعاء المشروع، لا بالتمني الذي قد يحمل في طياته سخطًا أو جزعًا.
حكم الدعاء على النفس
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أن يدعوَ الإنسانُ على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه.
واستشهدت دار الإفتاء في فتوى لها، بما ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلم.