أكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن افتتاح أول مصنع لشركة BSH الألمانية في مصر وأفريقيا يمثل محطة مهمة في مسار تطوير الصناعة الوطنية، ويعكس ثقة المستثمرين الدوليين في قدرة الدولة المصرية على توفير مناخ جاذب للاستثمارات النوعية.
وقال: “نحن سعداء باختيار مجموعة BSH لمصر لتأسيس هذا المصنع، وهو ما يعزز من قوة الاقتصاد الوطني وقدرته على خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب”.
أوضح هيبة أن هذا المشروع الاستثماري يتماشى بالكامل مع رؤية مصر 2030، والتي تضع على رأس أولوياتها تعميق التصنيع المحلي، وزيادة الصادرات، وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأضاف: “نشكر مجموعة BSH على التزامها بهذه الرؤية الوطنية الطموحة، وننظر إليها كشريك موثوق يدعم جهود الدولة للتحول إلى مركز صناعي وتصديري محوري في المنطقة”.
وشدد رئيس الهيئة العامة للاستثمار على أن أهمية هذا الاستثمار تتجاوز كونه مشروعًا لإنتاج الأجهزة المنزلية فقط، بل يُعد نموذجًا لبناء رؤية صناعية متكاملة تسهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، وتوطين الصناعة على أرض مصر.
وقال: “نحن في الهيئة ملتزمون بتقديم كل الدعم والمساندة لتوسعات BSH المستقبلية، وتشجيع استثمارات أخرى مماثلة تواكب هذا التوجه الاستراتيجي”.
من جانبه، عبّر السفير الألماني بالقاهرة، يورجن شولتس، عن سعادته بالمشاركة في افتتاح أول مصنع لشركة BSH في مصر وأفريقيا، واصفًا المشروع بأنه لحظة فارقة في تاريخ التعاون الصناعي بين البلدين. وقال: “هذا المصنع ليس مجرد منشأة إنتاج جديدة، بل هو رسالة ثقة قوية في مصر كموقع واعد للابتكار الصناعي والتنمية المستدامة والتعاون الدولي”.
وأضاف شولتس: “يسعدني أن أكون معكم اليوم للاحتفال بهذا الإنجاز المهم، الذي يعكس التزامنا المشترك بدعم النمو الصناعي، ويؤكد أن الشركات الألمانية ترى في مصر شريكًا موثوقًا في المستقبل الصناعي للقارة الأفريقية”.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تسير بخطى واضحة في تحسين مناخ الأعمال، وتعزيز البنية التحتية، وتطوير التشريعات لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
أكد السفير أن الشركات الصناعية الحديثة لا تقتصر أهدافها على تلبية الطلب المحلي فقط، بل تلعب دورًا فاعلًا في بناء القدرات البشرية وتوفير فرص العمل وزيادة تنافسية الاقتصاد. كما لفت إلى أن توقيت افتتاح المصنع يتزامن مع تحديات كبيرة في سلاسل الإمداد العالمية، ما يُبرز أهمية وجود شركاء يتمتعون بالمرونة والرؤية الاستراتيجية طويلة الأجل.
وتابع شولتس: “شركة BSH، التي تمتلك علامات تجارية مثل Bosch وSiemens، أصبحت من أبرز رواد قطاع الأجهزة المنزلية عالميًا، وقدرتها على الدمج بين الهندسة الألمانية وفهم خصوصيات الأسواق يجعلها نموذجًا للنجاح والاستدامة”. واعتبر أن اختيار القاهرة موقعًا لهذا الاستثمار الكبير يعكس تقدير الشركة لفرص النمو المتاحة في مصر كبوابة استراتيجية لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط.
أما رودولف كلوتشر، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمبيعات بشركة BSH، فقد أكد أن افتتاح المصنع الجديد في القاهرة يمثل لحظة استراتيجية محورية في خطة الشركة للتوسع، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة مع السوق المصري. وقال: “قبل عامين فقط، وضعنا حجر الأساس لهذا المشروع، وها نحن اليوم نحتفل بافتتاح منشأة حديثة تعكس التزامنا العميق تجاه القارة الأفريقية”.
وأشار كلوتشر إلى أن اختيار مصر لم يكن قرارًا عابرًا، بل جاء بعد دراسة متأنية لفرص النمو، مدعومة بدعم حكومي قوي وموقع استراتيجي متميز يربط بين أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وقال: “استثمرنا نحو 50 مليون يورو في إنشاء هذا المصنع، وسنعمل من خلاله على تلبية احتياجات المستهلكين في المنطقة بمنتجات عالية الجودة، مصممة خصيصًا وفقًا لمتطلباتهم المحلية”.
وأضاف أن المصنع تم تصميمه ليكون نموذجًا للاستدامة البيئية والكفاءة التشغيلية، معتمدًا على أحدث المعدات والعمليات الإنتاجية، ما يضمن المساهمة في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل، وتحسين حياة الناس. وتابع: “على مدار 60 عامًا، بنت BSH سمعتها كشركة مسؤولة وملتزمة بالتنمية، واليوم نجدد هذا الالتزام من قلب القاهرة”.
وفي ختام كلمته، توجّه كلوتشر بالشكر إلى الحكومة المصرية وكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع، معربًا عن تطلع الشركة إلى المزيد من التعاون المثمر مع مصر، قائلًا: “نحن نؤمن بإمكانات مصر الهائلة، ونقف اليوم كشركاء حقيقيين في مسيرة بناء مستقبل صناعي مستدام يخدم المنطقة بأسرها”.