تسببت الهجمات الأخيرة على البنية التحتية النفطية في كازاخستان، وتحديداً محطة التصدير الرئيسية عبر خط أنابيب بحر قزوين، في خسائر كبيرة في إنتاج النفط الكازاخستاني. وتشير التقديرات إلى انخفاض الإنتاج بأكثر من 10%، مما يثير مخاوف بشأن قدرة البلاد على تحقيق أهدافها السنوية من الصادرات.
أعلن وزير الطاقة الكازاخستاني يرلان أكينجينوف أن الخسائر الإجمالية في الإنتاج منذ 29 نوفمبر بلغت حوالي 480 ألف طن، وهو ما يعادل 270 ألف برميل يومياً. يأتي هذا الانخفاض في وقت حرج بالنسبة لكازاخستان، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.
تأثير الهجمات على صادرات النفط الكازاخستاني
يشكل خط أنابيب “اتحاد بحر قزوين” (CPC) الشريان الرئيسي لتصدير النفط الكازاخستاني، حيث ينقل الخام من حقول النفط الرئيسية في البلاد إلى الأسواق العالمية عبر البحر الأسود. تضررت أحد المراسي الرئيسية للخط بشكل كبير جراء الهجمات، بينما كان مرسى آخر يخضع للصيانة الدورية، مما أدى إلى تقليل القدرة التصديرية بشكل كبير.
وفقًا لـ “بلومبرغ”، بلغ إنتاج كازاخستان من الخام والمكثفات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 75.7 مليون طن، أي ما يزيد قليلاً عن مليوني برميل يومياً. يؤكد هذا الرقم على الأهمية الاستراتيجية لخط أنابيب CPC في اقتصاد البلاد.
الجهود المبذولة لاستعادة الإنتاج
أكد الوزير أكينجينوف أن العمل على إصلاح المرسى المتضرر سيبدأ بحلول 15 ديسمبر، على الرغم من أن مشغل الخط كان يهدف في الأصل إلى إعادة تشغيله خلال شهرين. تسعى الحكومة الكازاخستانية جاهدة لتقليل فترة التعطيل وتخفيف تأثيرها على الصادرات.
على الرغم من التحديات، لا تزال كازاخستان تتوقع تحقيق هدفها السنوي من الإنتاج، والذي يقدر بـ 97 مليون طن من النفط في عام 2025، وفقًا لمسؤولين محليين. ومع ذلك، قد يتطلب ذلك جهودًا إضافية وتنفيذ خطط بديلة.
بدائل تصدير النفط الكازاخستاني
أقر وزير الطاقة الكازاخستاني بأنه لا يوجد بديل فوري لخط أنابيب “اتحاد بحر قزوين” في الوقت الحالي، على الرغم من الجهود المستمرة لتطوير خيارات تصدير إضافية. تعتبر هذه النقطة حاسمة، حيث أن الاعتماد الكبير على مسار واحد يجعل كازاخستان عرضة للمخاطر الجيوسياسية والتشغيلية.
لمواجهة هذه التحديات، أعلنت شركة “كاز ترانس أويل” (KazTransOil) الحكومية عن خطط لزيادة حجم النفط المصدر عبر مسارات بديلة خلال فترة الإصلاح. وتشمل هذه المسارات خط أنابيب أتيراو–سمارا الذي يمر عبر الأراضي الروسية، وخط أنابيب باكو–تبليسي–جيهان، وشبكة الأنابيب المتجهة إلى الصين.
تخطط الشركة لزيادة الشحنات عبر خط أنابيب أتيراو–سمارا بمقدار 232 ألف طن في ديسمبر، وعبر خط أنابيب باكو–تبليسي–جيهان بمقدار 58 ألف طن، وعبر شبكة الأنابيب المتجهة إلى الصين بمقدار 72 ألف طن. تهدف هذه الإجراءات إلى توفير سعات تخزين مؤقتة ودعم المنتجين المحليين.
توقعات مستقبلية لإنتاج النفط
أشار الوزير أكينجينوف إلى أن كازاخستان لم تحدد بعد هدف إنتاج النفط لعام 2026، ولكنه توقع أن يكون أقل من مستوى العام الجاري بسبب أعمال الصيانة الكبرى المخطط لها. يعكس هذا التوقع الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في البنية التحتية لضمان استدامة صناعة النفط في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد أسعار تأمين السفن في البحر الأسود ارتفاعات كبيرة، حيث قفزت بنسبة 250% بسبب المخاطر المتزايدة. هذا الارتفاع في تكاليف التأمين يضيف ضغوطًا إضافية على صادرات النفط الكازاخستاني.
في الختام، تواجه كازاخستان تحديات كبيرة في قطاع النفط بسبب الهجمات الأخيرة على البنية التحتية الرئيسية. من المتوقع أن تركز الحكومة على استعادة القدرة التصديرية لخط أنابيب CPC في أقرب وقت ممكن، مع الاستمرار في تطوير مسارات تصدير بديلة وتنويع الشركاء التجاريين. سيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في إصلاح المرسى المتضرر وتأثيره على إنتاج النفط الكازاخستاني في الأشهر المقبلة.










