هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإقالة وزير الخزانة سكوت بيسنت إذا لم يتمكن من المساعدة في خفض أسعار الفائدة، معرباً عن استيائه من سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. جاءت هذه التصريحات خلال فعالية استثمارية أمريكية سعودية في واشنطن، وسط ضغوط متزايدة على الإدارة لخفض تكاليف المعيشة، حيث يقع على البنك المركزي مسؤولية تحديد أسعار الفائدة التي تؤثر على الاقتصاد.
أكد ترمب، في تصريحات وصفها البعض بالمزاحية، أن بيسنت يقع عليه مسؤولية التعامل مع ملف الاحتياطي الفيدرالي، مهدداً بإقالته إذا لم يتمكن من تحقيق خفض سريع في أسعار الفائدة. وتأتي هذه التهديدات في سياق انتقادات مستمرة من ترمب لقيادة الفيدرالي، وتحديداً رئيسه جيروم باول.
انتقادات ترمب المستمرة لسياسة أسعار الفائدة
جدد الرئيس ترمب انتقاداته لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفاً إياه بـ “غير الكفء” ومطالباً بمحاسبته على تكاليف تجديد مقر البنك المركزي. ومع ذلك، أوضح ترمب أن وزير الخزانة سكوت بيسنت قد نصحه بعدم إقالة باول، مشيراً إلى أن ولايته ستنتهي قريباً.
ووفقاً لتصريحات ترمب، فقد حذر بيسنت من أن إقالة باول قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية وتقويض استقلالية البنك المركزي. يُذكر أن بيسنت لا يملك سلطة مباشرة على تحديد أسعار الفائدة، حيث تتولى لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية هذه المهمة.
دور وزير الخزانة في تحديد السياسة النقدية
على الرغم من عدم امتلاكه سلطة مباشرة، يلعب وزير الخزانة دوراً هاماً في تحديد السياسة النقدية من خلال التأثير على الرأي العام واختيار رئيس الفيدرالي الجديد. وقد أكد بيسنت مراراً على انخفاض عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وهو ما يعتبر مؤشراً على انخفاض تكاليف الاقتراض.
بالإضافة إلى ذلك، يقود بيسنت حالياً جهود اختيار الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي، مع اقتراب انتهاء ولاية جيروم باول في مايو 2026. في حين يفضل بيسنت الاستمرار في منصبه كوزير للخزانة، إلا أن ترمب أبدى رغبته في ترشيحه لرئاسة البنك المركزي.
المرشحون المحتملون لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي
أعد سكوت بيسنت قائمة تضم عدداً من المرشحين المحتملين لرئاسة الفيدرالي، من بينهم كريستوفر والر وميشيل بومان، وكيفن وارش، وكيفن هاسيت، وريك ريدر. وقد صرح ترمب بأنه توصل بالفعل إلى خياره، دون الكشف عن هويته، مشيراً إلى أنه يفضل مرشحاً “تقليدياً” في النهاية.
في المقابل، أكد بيسنت أن عملية المقابلات لا تزال جارية، وأن ترمب سيلتقي بثلاثة مرشحين نهائيين في منتصف ديسمبر لاتخاذ القرار النهائي. وتشير التوقعات إلى أن الرئيس الجديد للاحتياطي الفيدرالي سيتولى منصبه في الأول من فبراير، خلفاً لستيفن ميران الذي يقضي حالياً إجازة غير مدفوعة.
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الاهتمام بـ السياسة النقدية وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. كما أن مسألة تضخم الأسعار والسيطرة عليه تظل من أهم التحديات التي تواجه البنك المركزي.
من المتوقع أن يشهد الأشهر القليلة القادمة مزيداً من النقاش حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بمسار أسعار الفائدة. وسيكون اختيار الرئيس الجديد للاحتياطي الفيدرالي هو الحدث الأهم الذي يجب متابعته، حيث سيحدد هذا الاختيار مسار السياسة النقدية في السنوات القادمة.










