شنت أوكرانيا هجوماً على حقل “فلانوفسكي” النفطي التابع لشركة “لوك أويل” في بحر قزوين، مما يمثل تصعيداً في استهدافها للبنية التحتية النفط الروسي. يأتي هذا الهجوم في وقت يواجه فيه الرئيس زيلينسكي ضغوطاً دولية متزايدة للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد استهدفت الطائرات المسيّرة الأوكرانية الحقل عدة مرات، مما أدى إلى توقف الإنتاج في عدد من الآبار.
وقع الهجوم على حقل “فلانوفسكي” في الجزء الروسي من بحر قزوين، وهو ما يمثل توسيعاً للنطاق الجغرافي للضربات الأوكرانية. لم تؤكد شركة “لوك أويل” أو السلطات الروسية الهجوم بشكل مستقل حتى الآن، لكن المعلومات تشير إلى أن الإنتاج قد توقف في أكثر من 20 بئراً. يأتي هذا في سياق جهود أوكرانية متزايدة لتقويض القدرة الروسية على تمويل الحرب.
تصعيد الهجمات على البنية التحتية النفطية الروسية
كثفت أوكرانيا هجماتها على منشآت الطاقة الروسية خلال الأشهر الأخيرة، مستهدفةً بشكل خاص البنية التحتية الحيوية التي تدعم المجهود الحربي الروسي. تهدف هذه الهجمات إلى تقليل الإيرادات التي تحصل عليها روسيا من صادرات النفط، والتي تستخدمها في تمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وتشمل هذه الهجمات استهداف موانئ شحن النفط في البحر الأسود، بالإضافة إلى السفن التي تشارك في نقل النفط الروسي.
أهمية حقل “فلانوفسكي”
يُعتبر حقل “فلانوفسكي” النفطي من الأصول الهامة لشركة “لوك أويل”، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 6 ملايين طن سنوياً، أي ما يعادل حوالي 120 ألف برميل يومياً. على الرغم من أن إنتاج الحقل يمثل أقل من 8% من إجمالي إنتاج “لوك أويل” في روسيا، إلا أن أي تعطيل للإنتاج يمكن أن يؤثر على إمدادات الطاقة الروسية بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل استهداف حقل يقع في بحر قزوين تطوراً جديداً في استراتيجية أوكرانيا. حيث كانت الهجمات السابقة تركز بشكل أكبر على المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية أو على البنية التحتية التي تستخدم لنقل النفط إلى الأسواق الخارجية. هذا التوسع في النطاق الجغرافي يشير إلى قدرة أوكرانية متزايدة على الوصول إلى أهداف بعيدة.
الضغوط الدولية على أوكرانيا
يأتي هذا الهجوم في وقت يواجه فيه الرئيس زيلينسكي ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة ودول أخرى للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تدعو أوكرانيا إلى الموافقة على شروط سلام قد تكون غير مواتية لها، بهدف إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، يصر زيلينسكي على أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
في المقابل، تواصل روسيا هجماتها على أوكرانيا، مستهدفةً البنية التحتية المدنية والعسكرية. وتتهم روسيا أوكرانيا بشن هجمات على أراضيها، وتبرر هجماتها بأنها رد على هذه الهجمات. هذا التصعيد المتبادل يزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمي للصراع.
تداعيات الهجوم المحتملة
من المرجح أن يؤدي الهجوم على حقل “فلانوفسكي” إلى زيادة الضغط على أسعار النفط العالمية، على الرغم من أن التأثير قد يكون محدوداً بسبب وجود مصادر أخرى للنفط. ومع ذلك، فإن أي تعطيل لإمدادات النفط الروسية يمكن أن يؤثر على الأسواق العالمية، خاصةً في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الهجوم إلى رد فعل روسي، مما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في الصراع.
من المتوقع أن تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية النفطية الروسية في المستقبل، بهدف تقويض القدرة الروسية على تمويل الحرب. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الهجمات يعتمد على قدرة أوكرانيا على الحصول على الأسلحة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى قدرتها على تجنب الرد الروسي. في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستتمكن من تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال هذه الهجمات.
في الأيام والأسابيع القادمة، من المتوقع أن تركز الجهود الدبلوماسية على محاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا. ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون أمراً صعباً للغاية، نظراً للاختلافات الكبيرة بين مواقف الطرفين. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، بالإضافة إلى المفاوضات الدبلوماسية، لتقييم فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع.










