يوفر التداول فرصة مذهلة للنجاح المالي والاستقلال، حيث يجذب الأفراد الذين يسعون للاستفادة من الطبيعة الديناميكية للأسواق العالمية، ومع ذلك، قبل أن تصبح متداولًا ناجحًا يجب عليك أولاً أن تزود نفسك بالمعرفة والمهارات اللازمة.
الخطوة الأولى للتداول بشكل صحيح هي تعلم المصطلحات الخاصة بالتداول، قد يبدو الأمر تافهاً، لكن العديد من المتداولين يهملون هذا الجانب ويبدأون بالتداول في الأسواق دون الوعي المناسب وإتقان المصطلحات الأساسية.
مثل أي مهنة جادة فإن التداول له قواعده الخاصة ولغته الفنية، لهذا تأكد من أنك على دراية بكل هذه الشروط ومعرفة برنامج التداول وغيرها من المصطلحات الهامة قبل أن تستثمر رأس مالك، لذلك دعونا نتعمق ونستكشف المفاهيم الأساسية التي يجب أن يعرفها كل متداول طموح قبل البدء.
الأسهم (Stock) أو حصة (share)
“الأسهم” هي ورقة مالية تمثل ملكية جزء من الشركة، وهذا يمنح حامل الأسهم حصة من أصول الشركة وأرباحها بما يتناسب مع كمية الأسهم المملوكة.
وبالمثل، تمثل “الحصة” وحدة ملكية فردية في الشركة، ولكنها جزء منفصل من أسهم الشركة التي يمتلكها المستثمرون الأفراد أو المساهمين، عندما يشتري شخص ما حصة من أسهم الشركة فهو في الأساس يشتري وحدات الملكية الفردية هذه.
أسعار العرض (Bid) والطلب (ask) وأسعار الإغلاق (closing)
في عالم التداول، يعد “العرض” مفهومًا أساسيًا يلعب دورًا حاسمًا في تحديد السعر الذي يتم به شراء أو بيع الأداة المالية، يمثل العرض الحد الأقصى للمبلغ المالي الذي يرغب المتداول أو المستثمر في دفعه لكل أصل مقابل أداة مالية معينة، من ناحية أخرى، يمثل “الطلب” الحد الأدنى من المال الذي يرغب البائع في بيع أداة مالية مقابله.
يشير “سعر الإغلاق” إلى السعر المحدد للسهم أو الأداة المالية في نهاية يوم تداول معين عند إغلاق السوق، في نهاية كل جلسة تداول، يتم تسجيل سعر الإغلاق باعتباره القيمة النهائية لذلك الأصل المالي المحدد حتى يتم إعادة فتح السوق في يوم التداول التالي.
الفارق (Spread)
يمثل “الفارق” الفرق بين أسعار العرض والطلب للأداة المالية، بعبارات أبسط، إنها الفجوة بين ما يرغب شخص ما في دفعه لشراء أحد الأصول وما يرغب شخص ما في الحصول عليه لبيعه، على سبيل المثال: إذا كان المتداول يتطلع إلى بيع أسهم XYZ مقابل 20 دولار وكان المشتري على استعداد لدفع 18 دولار مقابل ذلك، فسيكون الفارق 2 دولار.
يعد فهم الفارق أمرًا بالغ الأهمية للمتداولين، لأنه يؤثر على تكاليف التداول الإجمالية وسيولة الأصل، ويشير الفارق الأضيق عادة إلى ارتفاع السيولة وانخفاض تكاليف المعاملات، في حين أن الفارق الأوسع قد يشير إلى انخفاض السيولة وارتفاع تكاليف التداول.
الشراء (Going long) مقابل البيع (going short)
عندما يقوم المستثمر “بالشراء” فهذا يعني أنه يعتقد أن سعر أصل معين سيرتفع في المستقبل، في هذا السيناريو، يشتري المستثمر أصلًا ويمتلكه مع توقع ارتفاع سعره، وفرصة بيعه بسعر أعلى لاحقًا.
من ناحية أخرى، فإن “البيع على المكشوف” هي استراتيجية تُستخدم عندما يعتقد المستثمر أن سعر الأصل سوف ينخفض، في هذه الحالة، يقوم المستثمر ببيع أصل لا يملكه حاليا ولكن بدلا من ذلك، يقترضه من وسيطه بهدف إعادة شرائه بسعر أقل في المستقبل.
تصحيح السوق (Market correction)
“تصحيح السوق” هو انخفاض بنسبة 10% أو أكثر في سعر الورقة المالية أو الأصول أو السوق المالية من أعلى مستوى له في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال: في فبراير 2020 انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 33.9% على مدى 33 يومًا مدفوعًا بانتشار وباء كوفيد-19.
التداول بالرافعة المالية (Leverage trading)
“التداول بالرافعة المالية” هي أداة قوية في عالم الأسواق المالية، والتي تمكّن المتداولين من تضخيم مكاسبهم المحتملة عن طريق اقتراض الأموال لزيادة تعرضهم بما يتجاوز ما يمكنهم تحمله عند الدفع نقدًا، من خلال استخدام الرافعة المالية، يمكن للمتداولين الحفاظ على مركز أكثر أهمية لأداة مالية مثل الأسهم أو العملات أو السلع مع نفقات رأسمالية أولية أصغر.
الهامش (Margin) وطلب تغطية الهامش (margin calls)
يلعب “الهامش” دورًا حاسمًا في التداول، حيث يعمل كضمان ويجب على المستثمر إيداع الأموال لدى الوسيط أو البورصة لتغطية مخاطر الائتمان التي يشكلونها.
ومع ذلك، فإن هذا النهج ينطوي على مستوى معين من المخاطر، إذا انخفضت قيمة حساب الهامش عن المبلغ المطلوب للوسيط، يتم تشغيل “طلب لتغطية الهامش” وهو طلب من الوسيط للمتداول لإيداع أموال إضافية في الحساب لتلبية الحد الأدنى من القيمة المطلوبة.
في الأساس، يعد ذلك بمثابة إشارة تحذير للمتداول بأن رصيد حسابه قد انخفض إلى ما دون حد معين، ويحتاج إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة مستوى الهامش المطلوب، قد يؤدي الفشل في تلبية طلب الهامش إلى قيام الوسيط بتصفية بعض أو كل مراكز المتداول لاسترداد المبلغ المستحق.
السوق الصاعدة (Bull market) مقابل السوق الهابطة (bear market)
“السوق الصاعدة” هي مرحلة في السوق المالي تتميز بالارتفاع المستمر في أسعار الأسهم، ولكن التعريف التقني للسوق الصاعدة هو أن تشهد سوق الأوراق المالية زيادة بنسبة 20% على الأقل وتجنب الانخفاض اللاحق بنسبة 20%.
في المقابل، تعتبر “السوق الهابطة” فترة مليئة بالتحديات تتميز بانخفاض أسعار الأسهم، والتي عادة ما تنخفض بنسبة 20% أو أكثر، أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو السوق الهابطة التي شهدتها الفترة من 2007 إلى 2009 حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة كبيرة بلغت 50.9%.