تستعد شركة ألتا سيمبر للاستثمار المباشر لإطلاق صندوق استثماري جديد بقيمة 150 مليون دولار أمريكي، يستهدف بشكل رئيسي قطاع الرعاية الصحية في مصر والمغرب، بالإضافة إلى دول شرق أفريقيا. يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد الاهتمام بالاستثمار في القطاع الصحي في الأسواق الناشئة، مدفوعًا بالنمو السكاني والطلب المتزايد على الخدمات الطبية عالية الجودة. وتهدف الشركة من خلال هذا الصندوق إلى دعم وتوسيع نطاق الشركات العاملة في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية.
أفصحت أفصاني جيثا، الشريك المؤسس والعضو المنتدب في ألتا سيمبر، عن أن الصندوق الجديد يركز على الاستثمار في الشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة في مجال الرعاية الصحية، مع إعطاء الأولوية لمصر والمغرب نظرًا لتركيبتهما السكانية الواعدة والنمو السريع الذي تشهده منظومة الرعاية الصحية فيهما. تأسست ألتا سيمبر في عام 2015، ولديها سجل استثماري في القارة الأفريقية، مع التركيز على قطاعات الرعاية الصحية وصحة المستهلك والتكنولوجيا الطبية.
الاستثمار في الرعاية الصحية: فرص واعدة في مصر والمغرب
يعكس إطلاق هذا الصندوق الثقة المتزايدة في إمكانات النمو في قطاع الرعاية الصحية في مصر والمغرب. تشهد كلا الدولين تحولات ديموغرافية واقتصادية تدعم الحاجة إلى تطوير وتحسين الخدمات الصحية. وتشمل هذه التحولات زيادة متوسط العمر، وارتفاع الدخل المتاح، وتزايد الوعي بأهمية الصحة والوقاية.
الاستثمارات السابقة لألتا سيمبر في مصر
لدى ألتا سيمبر بالفعل تواجد استثماري في السوق المصرية، حيث قامت بتنفيذ صفقتين ناجحتين. تضمنت هذه الصفقات الاستحواذ على حصة في شركة ماكرو كابيتال لمستحضرات التجميل الطبية، والتي تم التخارج منها لاحقًا من خلال طرح عام أولي ناجح في البورصة المصرية. كما استثمرت الشركة في شركة أولميد، وهي شركة مصرية تنتج أجهزة غسيل الكلى وتصدر منتجاتها إلى أسواق عالمية مثل ألمانيا والبرازيل.
تُظهر هذه الاستثمارات السابقة قدرة ألتا سيمبر على تحديد وتقييم الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الرعاية الصحية المصري، وتحقيق عوائد مجدية للمستثمرين. وتشير إلى التزام الشركة بدعم نمو الشركات المحلية والمساهمة في تطوير القطاع الصحي في مصر.
بالإضافة إلى مصر، يركز الصندوق الجديد على المغرب كوجهة استثمارية رئيسية. يتمتع المغرب بقطاع رعاية صحية متطور نسبيًا، مع وجود بنية تحتية جيدة وكفاءات طبية عالية. كما أن الحكومة المغربية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير القطاع الصحي، وتعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
وحسب أفصاني جيثا، فقد جمعت الشركة حتى الآن التزامات استثمارية تتجاوز 100 مليون دولار أمريكي من مجموعة متنوعة من المستثمرين، بما في ذلك مديري الأصول العالميين، ومكاتب العائلات، ومؤسسات التمويل التنموي. وتتوقع ألتا سيمبر إتمام عملية الإغلاق المالي للصندوق خلال الربع الثالث من العام المقبل، مما سيمكنها من البدء في تنفيذ استراتيجيتها الاستثمارية.
يأتي هذا الصندوق في وقت يشهد فيه قطاع الاستثمار المباشر في أفريقيا نموًا ملحوظًا. وتشير التقارير إلى أن الاستثمار المباشر في القارة الأفريقية قد وصل إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالفرص الواعدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية. وتشهد مصر والمغرب بشكل خاص تدفقًا متزايدًا للاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة.
وتشمل المجالات الفرعية التي قد يستهدفها الصندوق الجديد، وفقًا لمحللين، المستشفيات والعيادات المتخصصة، وشركات الأدوية والمستلزمات الطبية، وشركات التكنولوجيا الصحية التي تقدم حلولًا مبتكرة في مجالات التشخيص والعلاج والمراقبة الصحية عن بعد. كما قد يستثمر الصندوق في شركات التأمين الصحي التي تعمل على توسيع نطاق التغطية التأمينية وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
التكنولوجيا الطبية هي مجال آخر يثير اهتمام ألتا سيمبر. تتوقع الشركة أن تلعب التكنولوجيا دورًا متزايد الأهمية في تحسين جودة وكفاءة الرعاية الصحية في الأسواق الناشئة. وتشمل مجالات التكنولوجيا الطبية التي قد يستثمر فيها الصندوق الجديد، تطبيقات الهاتف المحمول التي تساعد المرضى على إدارة صحتهم، والأجهزة القابلة للارتداء التي تراقب العلامات الحيوية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في مصر والمغرب، مثل القيود التنظيمية، ونقص البنية التحتية، والتحديات المتعلقة بتمويل الرعاية الصحية. وتتطلب هذه التحديات حلولًا مبتكرة وشراكات قوية بين القطاعين العام والخاص.
من المتوقع أن يشهد الربع الثالث من العام المقبل إغلاق الصندوق المالي، مما يمهد الطريق لبدء الاستثمار الفعلي في الشركات المستهدفة. سيراقب المستثمرون عن كثب أداء الصندوق وقدرته على تحقيق عوائد مجدية، بالإضافة إلى مساهمته في تطوير قطاع الرعاية الصحية في مصر والمغرب وشرق أفريقيا. وتعتبر هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا على الثقة في إمكانات النمو في هذه الأسواق، وعلى جاذبيتها للمستثمرين الأجانب.

