أعلنت شركة هيوماين السعودية عن وصول أول شحنة من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا، مما يعزز مكانة المملكة كمركز صاعد في مجال الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا الإعلان بعد فترة وجيزة من الموافقة الأمريكية على تصدير كميات كبيرة من هذه الرقائق المتطورة إلى السعودية، في خطوة تهدف إلى دعم طموحات المملكة في تنويع اقتصادها وتطوير قطاع التكنولوجيا.

أكد الرئيس التنفيذي لشركة هيوماين، طارق أمين، عبر حسابه على لينكد إن أن هذه الشحنة تمثل استمرارًا لنجاح عمليات التسليم السابقة، بما في ذلك شرائح غروك التي تم الحصول عليها العام الماضي. وتستعد فرق العمل في هيوماين حاليًا لتجهيز الأنظمة وتشغيلها بكامل طاقتها قبل بداية العام المقبل، وفقًا لتصريحات أمين.

هيوماين وإنفيديا: شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي

تعتبر صفقة هيوماين مع إنفيديا جزءًا من استثمارات أوسع تقوم بها المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الاستثمارات إلى بناء بنية تحتية قوية قادرة على دعم تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والمالية.

تأسست هيوماين في مايو الماضي بدعم كبير من صندوق الاستثمار العام السعودي وأرامكو السعودية، مما يمنحها القدرة المالية اللازمة لتنفيذ خططها الطموحة. وتسعى الشركة إلى أن تصبح رائدة في مجال تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى عالمي.

تأثير الاتفاق الأمريكي

يعتبر الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تصدير الرقائق المتطورة أمرًا بالغ الأهمية لنجاح هيوماين والمملكة بشكل عام. فقد كانت القيود المفروضة على تصدير هذه الرقائق تمثل عائقًا رئيسيًا أمام تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة.

ووفقًا لتقارير إعلامية، تسمح الصفقة بتصدير ما يصل إلى 70 ألف شريحة ذكاء اصطناعي إلى السعودية والإمارات، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للابتكار والنمو في هذا المجال.

خطط هيوماين لتوسيع نطاق عملياتها

تخطط هيوماين لإطلاق عمليات إنشاء أول مراكز بيانات لها في المملكة العربية السعودية في بداية العام القادم. وستعتمد هذه المراكز بشكل أساسي على الرقائق الأمريكية التي تم الحصول عليها مؤخرًا، مما يضمن أعلى مستويات الأداء والموثوقية.

بالإضافة إلى ذلك، عقدت الشركة سلسلة من الصفقات مع شركات تكنولوجيا رائدة أخرى، مثل إيه إم دي (AMD) وإكس إيه آي (XAI) التابعة لإيلون ماسك، بالإضافة إلى شركة لوما (Luma) المتخصصة في إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الصفقات إلى تنويع مصادر التكنولوجيا وتعزيز قدرات الشركة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي.

وتشير تصريحات طارق أمين إلى أن الشركة تولي أهمية كبيرة للتنفيذ السريع والفعال لخططها. وتؤكد هيوماين التزامها ببناء بنية تحتية عالمية المستوى في مجال الذكاء الاصطناعي، قادرة على المنافسة مع أفضل الشركات في العالم.

تعتبر هذه الخطوات جزءًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ويعتبر قطاع الذكاء الاصطناعي من أهم القطاعات الواعدة التي يمكن أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف.

وتشهد المملكة العربية السعودية حاليًا تحولًا رقميًا سريعًا، مدفوعًا بالاستثمارات الحكومية والخاصة في مجال التكنولوجيا. ويشمل هذا التحول تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتشجيع الابتكار، وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في قطاع التكنولوجيا.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على جذب الشركات العالمية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي للاستثمار في المملكة وإنشاء مراكز للبحث والتطوير. وتقدم الحكومة حوافز ضريبية وتسهيلات أخرى لجذب هذه الشركات.

من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية نموًا كبيرًا في قطاع الذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة. وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة قد يصل إلى مليارات الدولارات بحلول عام 2030.

في الختام، يمثل وصول شحنة رقائق إنفيديا إلى هيوماين خطوة مهمة نحو تحقيق طموحات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تشهد الشركة تقدمًا ملحوظًا في عملياتها خلال الأشهر القادمة، مع التركيز على تجهيز مراكز البيانات وإطلاق الخدمات الجديدة. يبقى من المهم مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بالاستثمار الأجنبي في قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى التنافسية المتزايدة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version