أحدث مصطلح عامي “6-7” ضجة كبيرة بين الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، بل وتجاوز الأمر إلى تدخل الشرطة في بعض المناطق. هذا المصطلح الذي يبدو بلا معنى، أصبح شائعًا بشكل ملحوظ، لدرجة أن الآباء يشكون من استخدامه المتكرر والمزعج. وتثير هذه الظاهرة تساؤلات حول أسباب انتشارها السريع، وما إذا كانت لها جذور تاريخية أعمق مما يبدو.
“6-7”: هل هو مجرد هراء أم له ماضٍ؟
بدأ الأمر عندما سأل صحفي في “فوكس نيوز” ابنه المراهق عن معنى “6-7″، ليجد نفسه أمام إجابة غير مقنعة. هذا أثار فضوله، فبدأ البحث عن أصل هذا المصطلح. وتشير التكهنات إلى أن أصل العبارة قد يعود إلى لعبة النرد القديمة “Hazard” (التي تعرف الآن باسم Craps)، حيث كان رمي الرقمين 6 أو 7 يعتبر محفوفًا بالمخاطر بسبب احتمالات الفوز المنخفضة.
ووفقًا للصحفي ديفيد ماركوس، فقد ارتبط هذان الرقمان تاريخيًا بالخطر والقلق. ويقول ماركوس أن هذا الارتباط يمكن تتبعه حتى أدب العصور الوسطى، مثل أعمال تشوسر. وقد زعم البعض أيضًا وجود إشارة إلى هذه العبارة في مسرحية “ريتشارد الثاني” لشكسبير، على الرغم من أن التفسير محل جدل.
لعبة النرد “Hazard” وأصولها التاريخية
لعبة “Hazard” نشأت في إنجلترا في العصور الوسطى، وانتشرت لاحقًا إلى أجزاء أخرى من العالم. كانت تعتمد على رمي النرد وتخمين الأرقام، وتعتبر من الألعاب التي تعتمد على الحظ والمخاطرة. أصبح الرقم 6 والرقم 7 مرتبطين بشكل خاص بالنتائج غير المرغوبة في اللعبة.
على الرغم من هذه النظريات التاريخية، يرى الكثيرون أن استخدام الأطفال الحالي للمصطلح “6-7” لا يرتبط بالضرورة بمعرفة هذه الخلفية. بل هو مجرد تقليد أو تحدٍ اجتماعي ينتشر بسرعة بين الأقران.
في ولاية إنديانا، لجأت الشرطة إلى أسلوب مرح لتقليل انتشار هذا المصطلح. فقد بدأوا في إصدار “تذاكر” وهمية للأطفال الذين يتم ضبطهم وهم يقولون “6-7″، بحسب فيديو نشره مكتب شرطة مقاطعة تيبكانو. والهدف من ذلك هو تخفيف الضغط عن الآباء الذين يسعون للحد من استخدام أطفالهم لهذا المصطلح.
صرح أحد نواب الشرطة في الفيديو بأن استخدام كلمتي “ستة” و”سبعة” أصبح “غير قانوني”، إلا إذا تم استخدامهما في مسائل رياضية أو عند ذكر عمر شخص ما. هذا الإجراء، على الرغم من كونه رمزيًا، يعكس مدى انتشار هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع.
هذه الإجراءات أثارت نقاشًا واسعًا حول مدى فعالية محاولات منع استخدام المصطلحات العامية بين الشباب. يرى البعض أن هذه المحاولات قد تكون مضرة وتزيد من جاذبية المصطلح، بينما يرى آخرون أنها وسيلة للتعبير عن القلق والتأكيد على أهمية استخدام لغة سليمة.
الكلمة “6-7” (سِتّ سَبعَة) هي محور هذه الضجة، وهي ليست سوى مثال على كيفية تطور اللغة العامية وتكيفها بين الأجيال. وتعتبر اللغة العامية جزءًا طبيعيًا من التفاعل الاجتماعي، وغالبًا ما تعكس ثقافة وقيم الشباب. ولكن، عندما يصبح استخدام هذه المصطلحات أمرًا مفرطًا أو مزعجًا، فقد يدعو إلى التدخل والتوعية.
يتوقع أن يستمر النقاش حول “6-7” وتأثيره على الأطفال والمراهقين. من المرجح أن تتخذ المزيد من المدارس والجهات الأمنية تدابير للتعامل مع هذه الظاهرة. ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التدابير ستكون فعالة في الحد من انتشار المصطلح أو ببساطة تحويل انتباه الشباب إلى مصطلحات جديدة.
يبقى مراقبة تطورات استخدام اللغة العامية بين الشباب و تقييم تأثيرها على المجتمع أمرًا بالغ الأهمية. كما أن إجراء المزيد من الأبحاث حول دوافع الشباب لاستخدام هذه المصطلحات يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتعامل مع هذه الظاهرة.

