تواجه سلسلة مطاعم “تشيبوتلي” (Chipotle) انتقادات متزايدة بسبب ارتفاع أسعار وجباتها، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. أثار مقطع فيديو نشره أحد رواد موقع “تيك توك” في كاليفورنيا، وحظي بأكثر من 1.3 مليون مشاهدة، جدلاً واسعاً حول تكلفة الوجبات في المطعم، حيث ادعى أنه دفع أكثر من 50 دولاراً مقابل وجبتين. هذا الأمر دفع الكثيرين للتساؤل عن سياسة التسعير في “تشيبوتلي” وتأثيرها على المستهلكين.
يأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه السلسلة صعوبات في الحفاظ على قاعدة عملائها، وفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي سكوت بوترايت. وتشير التقارير إلى أن ارتفاع الأسعار قد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع أعداد الزبائن ومؤشرات الأداء في الشركة. وتعتبر قضية أسعار تشيبوتلي من القضايا الهامة التي تشغل بال المستهلكين والمهتمين بالشأن الاقتصادي.
هل أسعار تشيبوتلي مبالغ فيها؟
وفقاً لما ذكره مت سريك، وهو مؤثر على “تيك توك” يقدم نصائح تجارية، فقد زار هو وابنه مطعم “تشيبوتلي” بعد تمرين رياضي، وطلبوا وعينين من الأرز واللحم المزدوج مع الأفوكادو، بالإضافة إلى مشروبين غازيين. وقد فوجئ سريك بالحساب الذي بلغ 52.64 دولارًا، واصفًا إياه بأنه “غير معقول”.
واشتكى سريك من أن سعر الوجبة الواحدة أصبح يتجاوز 25 دولارًا، معتبراً هذا الارتفاع مبالغاً فيه، خاصة وأن سعر الوجبة المماثلة قبل ثلاث سنوات كان حوالي 11 دولارًا. وأشار إلى أن هذه الزيادات في الأسعار قد تؤدي إلى انخفاض الإقبال على المطعم، وهو ما انعكس بالفعل على أداء أسهم الشركة التي تراجعت بنحو 15%.
ردود فعل المستهلكين على ارتفاع الأسعار
أثارت منشورات سريك على “تيك توك” موجة من التعليقات المماثلة من مستهلكين آخرين. العديد منهم أعربوا عن استيائهم من أسعار “تشيبوتلي” التي يرونها مرتفعة للغاية بالنسبة لجودة الطعام المقدم. وقال أحد المعلقين: “تشيبوتلي أصبحت باهظة الثمن للغاية بالنسبة للطعام المكسيكي المزيف”.
في المقابل، أشار آخرون إلى أنهم يفضلون البحث عن بدائل أرخص، أو تقليل عدد زياراتهم للمطعم. وتعكس هذه الردود شعورًا عامًا بالإحباط من ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثيره على القدرة الشرائية للمستهلكين. وقد أدت هذه الانتقادات إلى زيادة الضغط على إدارة “تشيبوتلي” لمراجعة سياسة التسعير الخاصة بها.
وقد نفّرت هذه الزيادات في الأسعار المستهلكين، خاصةً مع وجود بدائل أخرى متاحة في السوق. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا عامًا في الأسعار، مما يؤثر على العديد من القطاعات الاقتصادية. ويُعد قطاع المطاعم من بين القطاعات الأكثر تضرراً، حيث يواجه صعوبات في جذب المستهلكين والحفاظ عليهم.
هذا ليس أول جدل يتعلق بأسعار “تشيبوتلي”. ففي العام الماضي، اتهم العديد من العملاء السلسلة بتقليل أحجام الوجبات مع زيادة الأسعار، وهي ظاهرة تعرف بـ “انكماش الحجم” (shrinkflation). ومع ذلك، نفت الشركة هذه الاتهامات، مؤكدة أنه لم يتم إجراء أي تغييرات على أحجام الوجبات.
وقالت لوري شالو، رئيسة الشؤون المؤسسية وسلامة الأغذية في “تشيبوتلي”، إن الشركة تتيح للعملاء تحديد حجم المكونات التي يرغبون بها في وجباتهم. وأضافت أن “تشيبوتلي” تهدف إلى تقديم تجربة جيدة للزبائن في كل مرة، وأن الوجبات قابلة للتخصيص بالكامل لتلبية احتياجاتهم.
أرجع الرئيس التنفيذي سكوت بوترايت الصعوبات التي تواجهها الشركة إلى “الضغوط الاقتصادية الكلية المستمرة”، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة، وأقساط قروض الطلاب، والنمو البطيء للأجور الذي لم يواكب التضخم. وأشار إلى أن هذه العوامل تؤثر بشكل خاص على شريحة العملاء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا.
يضاف إلى ما سبق، أن ارتفاع تكلفة بعض المكونات الرئيسية مثل اللحوم والألبان والأفوكادو قد ساهم أيضًا في زيادة أسعار الوجبات في “تشيبوتلي”. وسبق للشركة أن أعلنت عن زيادة في أسعار القائمة بنحو 2% على مستوى البلاد لمواجهة التضخم وارتفاع التكاليف.
من المتوقع أن تعقد “تشيبوتلي” اجتماعًا لمناقشة هذه القضية في الأسابيع القادمة، وأن يتم الإعلان عن أي قرارات جديدة تتعلق بسياسة التسعير. وسيراقب المستهلكون والمحللون الاقتصاديون عن كثب نتائج هذا الاجتماع، لتقييم تأثيره على أداء الشركة وقاعدة عملائها. من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كانت “تشيبوتلي” ستتخذ أي إجراءات لخفض أسعار وجباتها، أو ما إذا كانت ستواصل الاعتماد على استراتيجية التسعير الحالية.










