22/7/2025–|آخر تحديث: 13:21 (توقيت مكة)
تواصل المجاعة حصد الأرواح في غزة وبات الجوع ينهش الأجساد جنبا إلى جنب مع نيران الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض حصارا وحربا مستمرين على القطاع.
وتتساقط الأرواح كأوراق الخريف من خاصرة غزة المجوّعة، في حين يعلو نحيب الأمهات على شهداء لم يسقطوا في ساحات القتال، بل خذلتهم لقمة العيش حينما أضحى التجويع مقصلة العصر.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بتسجيل 4 وفيات في القطاع -بينها طفلان- استشهدوا بسبب سوء التغذية والجفاف منذ فجر اليوم الثلاثاء، في ظل تزايد التحذيرات من موت جماعي جراء الجوع والعطش بالقطاع المحاصر.
وفي حين أفادت مصادر في مجمع الشفاء الطبي بوفاة طفل رضيع يدعى يوسف الصفدي جراء سوء التغذية في شمالي القطاع أعلن مجمع ناصر الطبي وفاة الطفل عبد الحميد الغلبان من مدينة خان يونس نتيجة سوء التغذية أيضا.
كما أعلن مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة وفاة الفلسطيني أحمد الحسنات نتيجة سوء التغذية.
بدوره، حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلا إن القطاع “دخل مرحلة الخطر من المجاعة، ونتوقع موتا جماعيا من النساء والأطفال”.
وأكد مدير الإغاثة الطبية في غزة أن هناك أعدادا كبيرة من الحالات التي تعاني من سوء التغذية في المراكز الصحية، موضحا أن هناك 60 ألف حامل في القطاع يعانين سوء التغذية والجوع.
من جهته، قال المتحدث باسم بلدية غزة للجزيرة إن العطش يجتاح المدينة، مشيرا إلى أن نصيب الفرد أقل من 5 لترات يوميا للشرب والطبخ والاستحمام واحتياجات أخرى، وآبار المياه تغطي حاليا أقل من 12% من إجمالي احتياجات المواطنين اليومية.
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن غزة تجوّع وسوء التغذية في تصاعد وإن ما يدخل القطاع لا يكفي، مؤكدا أن الأوضاع في غزة “هي الأسوأ على الإطلاق، ومن نجا من القنابل يواجه الجوع”.
وأضاف المكتب الأممي أن 2.1 مليون شخص محشورون في 12% من مساحة القطاع من دون طعام أو مياه نظيفة، لافتا إلى أن المستشفيات تنهار تحت وطأة موجات المصابين وافتقارها إلى إمدادات أساسية.
حالات إغماء
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني اليوم الثلاثاء إن الموظفين في الوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق.
وأضاف لازاريني في بيان نقله المتحدث باسمه في مؤتمر صحفي بجنيف “يحتاج مقدمو الرعاية -بمن فيهم زملاؤنا في الأونروا في غزة- إلى رعاية طبية عاجلة”.
وأضاف البيان “الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني -ومنهم موظفو الأونروا- يعانون من الجوع والإرهاق أثناء تأدية واجباتهم”.
وتتزايد أعداد ضحايا الجوع بغزة في ظل الحصار الإسرائيلي، إذ أعلنت وزارة الصحة بالقطاع أمس الاثنين أن 20 شخصا استشهدوا بسبب التجويع خلال 48 ساعة.
وأكدت الوزارة في غزة أول أمس الأحد الماضي استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وأمس الاثنين، أفادت الوزارة الصحة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 59 ألفا و29 شهيدا و142 ألفا و135 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.