21/7/2025–|آخر تحديث: 12:05 (توقيت مكة)
لا تزال أزمة السويداء تلقي بظلالها على منصات التواصل الاجتماعي السورية، خاصة بعد منع 3 وزراء في الحكومة برفقة الوفد الرسمي من دخول المدينة من قبل حكمت الهجري أحد شيوخ العقل الدروز في السويداء، وإعلان السلطات عن إدخال حافلات حكومية إلى السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو.
حكمت الهجري يرفض دخول الوفد الحكومي برفقة قافلة المساعدات إلى محافظة #السويداء، ويسمح بدخول الهلال الأحمر السوري فقط وعودة القوافل مع الوفد الحكومي لدمشق.. مراسل #الجزيرة عمرو حلبي يرصد الموقف#الجزيرة _سوريا #الأخبار pic.twitter.com/Psj9fmkgTE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 20, 2025
هذه التطورات المتسارعة أثارت الكثير من التساؤلات حول كيفية إدارة الحكومة السورية لملف السويداء.
فقد تساءل مدونون عن مغزى الإعلان الرسمي بإخراج عائلات البدو من المدينة قائلين: “ما المقصود بحافلات الحكومة السورية’؟ وكأن السويداء كيان منفصل عن الدولة. أليس من الأدق القول: حافلات تابعة لوزارة الصحة أو وزارة الطوارئ دخلت لإجلاء المصابين والمحتجزين؟”.
في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية مع الأطراف في محافظة السويداء لوقف التصعيد، حافلات الحكومة تدخل إلى مدينة السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو.#سانا pic.twitter.com/d7EUzZZ20l
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) July 21, 2025
من ناحية أخرى، انتقد بعض النشطاء التعاطي الحكومي مع الأزمة، متسائلين: “لماذا كل هذا الانبطاح تجاه السويداء؟”.
في حين رأى آخرون أن الأمر ليس انبطاحا ولا تراخيا، بل يرتبط بظروف دولية وإقليمية حساسة ومخاوف من اندلاع صراع طائفي واسع النطاق، مما يدفع الحكومة إلى التروي وتجنب إشعال حرب جديدة، والسعي لحلول تجنب البلاد الدمار والفوضى.
بالنظر إلى مماطلة الهجري في تسليم سلاحه وتأخره في الاستجابة لإرادة الدولة السورية، إلى جانب الدخول في مرحلة هدنة ومفاوضات قد تطول مع الحكومة، بالإضافة إلى ما يشهده الوضع من تهجير لعوائل البدو من السويداء، تبرز تساؤلات جدية حول مستقبل المحافظة: هل نحن أمام سيناريو انفصال محتمل؟ أم…
— إبراهيم خلف 🇸🇾 (@dribrahimkhalaf) July 21, 2025
وأرجع آخرون سبب الحذر الحكومي إلى التهديدات الإسرائيلية التي تواجه دمشق، مشيرين إلى أن القيادة ليست جبانة، بل تواجه ضغوطا وتحديات أكبر من طاقتها، وأن الحكمة تقتضي التعامل بتأنٍ وروية مع الأحداث الراهنة.
وأشار بعض الناشطين إلى افتقار الحكومة لإستراتيجية شاملة لحل الأزمة في السويداء، معتبرين أن المعالجة الحالية تقتصر على التهدئة الأمنية ووقف إطلاق النار، دون رؤية سياسية طويلة الأمد لدمج المحافظة ضمن المشروع الوطني.
ليس انبطاح ولا تهاون ونماء هناك ضروف دولية واقليمية ومخاوف من اندلاع حرب طائفية وأهلية واسعة النطاق تجعل الحكومة السورية تتمهل في حسم ملف السويداء وعدم إشعال حرب طائفية جديدة والبحث عن حلول بديلة للأزمة تجنب سوريا وشعبها الدمار والفوضى
— Abdullah (@RajehRa4104) July 21, 2025
وحذر هؤلاء من أن غياب الحلول السياسية يزيد تعقيد الأزمة، في ظل التدخلات الخارجية والانقسامات المحلية.
وفي سياق متصل، أعرب آخرون عن خشيتهم من أن تؤثر مواقف الحكومة “الانهزامية” -على حد وصفهم- على شعبيتها، مؤكدين أن استمرار الضعف الرسمي في مواجهة المليشيات قد يؤدي إلى فقدان الحاضنة الشعبية وتهديد استقرار البلاد.
أخشى ما أخشاه أن تخسر الحكومة السورية بمواقفها الإنهزاميه وخنوعها دعم الحاضنة الشعبيه لها .. حتى اللحظه الشعب يقف خلفهم ولكن مع هوان الحكومه وضعفها واستباحة دماء أبنائها من قبل ميليشيات مرتزقه وخائنه لارض الوطن دون حسيب او رقيب .
ستخسر الحكومة كثيرا#الهجري_خائن— arwa aloliwi (@AloliwiArwa) July 20, 2025
في المقابل، طرح بعض النشطاء حلا يرضي جميع الأطراف بحسب رأيهم، يتمثل في الاعتماد على شخصيات تحظى باحترام سكان السويداء وتقارب مع الحكومة، مثل ليث البلعوس، معتبرين أنه يمكن تجاوز العقبات عبر وساطة تلك الشخصيات المعروفة بمواقفها الثورية.
نحن بدنا حل يرضي اهل السويداء والحكومة السورية، ف اعتقد انه الحل بيد البلعوس.
غالباً لن تقبل اهالي السويداء بوجود الحكومة السورية ك مؤسسة امن داخلي بينهم، ولن ترضى الحكومة السورية ان لا تكون سيطرتها كاملة على السويداء، ف نحن بنرضي الطرفين من خلال انه نجيب اشخاص معروفين بمواقفهم…— Osamah Jnede (@osamah_jn963) July 20, 2025
كما أثار مشهد عودة الباصات لإجلاء عائلات البدو انتقادات واسعة، حيث اعتبر البعض أن ما جرى هو أول حالة تهجير قسري تشهدها البلاد منذ سقوط نظام الأسد، متهمين “ميليشيا الهجري” بتنفيذ العملية وسط صمت حكومي.
تهجير قسري لعوائل البدو من السويداء على يد ميليشيا الهجري وهي الأولى بعد سقوط نظام الأسد
فكرنا انتهى قصة الباصات والتهجير pic.twitter.com/UigMfZOpWh
— أُسامة (@Osa963) July 21, 2025
يشار إلى أن اشتباكات مسلحة اندلعت في 13 يوليو/تموز الجاري، بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات وصفتها بـ”الخارجة على النظام والقانون” أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.