16/6/2025–|آخر تحديث: 15:05 (توقيت مكة)
حذّر رئيس المصرف الفدرالي الألماني يواخيم ناغل اليوم الاثنين من مخاطر صدمة نفطية في سياق المواجهة القائمة بين إيران وإسرائيل، داعيا إلى عدم تليين السياسة النقدية في منطقة اليورو، بالرغم من عودة التضخم إلى مستوى 2%.
وقال ناغل -في خطاب ألقاه بفرانكفورت- إن تداعيات الهجمات المتبادلة بين البلدين، والتي تصاعدت حدتها في نهاية الأسبوع “ما زالت غير أكيدة”، في حين قد يتسبب نزاع مطول في “ارتفاع شديد في (أسعار) النفط” و”ينسف توقعاتنا” في مجال التضخم والنمو.
ومنذ صباح اليوم، تشهد أسعار النفط ارتفاعا محدودا بعدما قفزت بنسبة 13% الجمعة، إثر أولى الضربات التي شنتها إسرائيل على إيران.
وارتفع سعر برميل النفط الأميركي الخام غرب تكساس الوسيط بمعدل 1.15% إلى 73.82 دولارا صباح الاثنين، في مقابل 0.99% لبرميل برنت بحر الشمال الذي وصل إلى 74.97 دولارا.
والشهر الماضي كان تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 1.9% بحسب يوروستات، مما ارتد إيجابا على قرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدلات الفائدة في يونيو/حزيران للمرة الثامنة في خلال سنة.
كذلك، خفّض معهد الإحصاءات الأوروبي توقعات التضخم للعامين 2025 (2%) و2026 (1.6%)، خصوصا في ظل تراجع أسعار الطاقة وارتفاع سعر صرف اليورو.
بيد أن المخاطر المتنامية لاشتعال الوضع لفترة طويلة في الشرق الأوسط، مقرونة بالتوترات التجارية التي ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، “تحتم” على البنك المركزي الأوروبي التحلي “بالمرونة” من دون الالتزام لا “بخفض جديد لأسعار الفائدة ولا بتوقف مطوّل” على هذا الصعيد، بحسب يواخيم ناغل المعروف بخطّه النقدي المتشدد.
وفي يونيو/حزيران، خفض البنك المركزي الأوروبي نسبة الفائدة الرئيسية على الودائع إلى 2% التي لم تعد تعتبر تقييدية بعد مستوى قياسي بلغ 4% في 2023 لاحتواء ارتفاع الأسعار الشديد في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وشددت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد على أن كل قرار بشأن معدلات الفائدة سيتخذ “في كل اجتماع على حدة” وفقا لتطور الأوضاع، غير أنها لمحت أيضا إلى “نهاية دورة نقدية” ويتوقع الخبراء وقفا لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للمؤسسة في أواخر يوليو/تموز.
أوضاع بالغة الخطورة
وفي أستراليا، قال وزير الخزانة جيم تشالمرز، اليوم الاثنين، إن الغارات الجوية، التي نفذتها إسرائيل ورد إيران عليها، تمثل لحظة “بالغة الخطورة” بالنسبة للشرق الأوسط، مضيفا أن ذلك، إلى جانب الاضطرابات في مناطق أخرى من العالم، يدفع الاقتصاد العالمي إلى “مرحلة شديدة الخطورة في الوقت الراهن”.
وأشار تشالمرز إلى أن ارتفاع أسعار النفط منذ الغارات الجوية يوم الجمعة الماضي دفع أسواق المال إلى زيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة في أستراليا، مما يدل على أن المتعاملين يركزون بشكل أكبر على تداعيات الأحداث على النمو الاقتصادي، أكثر من تركيزهم على تأثير التضخم في المدى القريب، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
وقال تشالمرز -في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة الأسترالية- إن “ارتفاع أسعار النفط يشكل خطرا على توقعات التضخم، لكنه يشكل أيضا خطرا على نمو الاقتصاد العالمي”.
وأضاف أن “ما تفعله عادة البنوك المركزية، وليس فقط البنك المركزي لدينا، أنها تحاول تجاهل الارتفاعات المؤقتة في الأسعار، والنظر في التداعيات الأوسع نطاقا”.
واعتبر تشالمرز أن “الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة شديدة الخطورة في الوقت الراهن، وبرغم أن أستراليا في موقع قوي ومستعدة جيدا للتعامل مع هذا القدر من عدم اليقين والتقلبات، فإننا لن نكون بمنأى عن ذلك”.
الهند تراقب
من جهته، قال وزير النفط الهندي هارديب بوري اليوم إن بلاده تراقب إمدادات النفط والوضع الجيوسياسي الناشئ في الشرق الأوسط.
وأشار الوزير الهندي إلى أن ارتفاع أسعار النفط الأخير كان نتيجة للقلق من احتمال تعطّل الإمدادات لا لحدوث انقطاع فعلي، لكن الهند تمتلك احتياطيات إستراتيجية تساعد في التخفيف من المخاطر. وتابع الوزير أنه سوف يجتمع بالمديرين التنفيذيين في الصناعة في وقت لاحق من اليوم لتقييم الوضع.
يشار إلى أن الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.