23/7/2025–|آخر تحديث: 22:40 (توقيت مكة)
انطلقت في قصر تشيراغان بإسطنبول، مساء اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية، في مسعى جديد لإنهاء الحرب بين البلدين، وتوقع الكرملين مفاوضات “صعبة جدا” مع كييف، في حين أكد مصدر أوكراني أن نتائج المباحثات تبقى رهن اتخاذ روسيا “موقفا بنّاء”.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، الأربعاء، أن موسكو وأوكرانيا اتفقتا خلال المحادثات على تبادل مزيد من الأسرى، بما في ذلك عسكريون ومدنيون.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تكشف عن اسمه قوله إن “النتيجة الرئيسية للمفاوضات هي تبادل لا يشمل عسكريين فحسب، وإنما يشمل مدنيين أيضا”.
ويضم الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس فلاديمير بوتين، وميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية، فيما يحضر من الجانب الأوكراني سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عمروف، ونائب وزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا.
ويرأس الاجتماع وزير الخارجية هاكان فيدان، ويحضره أيضا من الجانب التركي رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الأركان متين غوراك.
وقال رئيس الوفد الروسي بمحادثات إسطنبول إن بلاده اقترحت على أوكرانيا تشكيل 3 فرق عمل للتواصل عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن البلدين اتفقا على عملية تبادل ثانية لرفات 1200 عسكري.
وأفاد مصدر مقرّب من الوفد الروسي بأن روسيا وأوكرانيا عقدتا محادثات ثنائية مباشرة في إسطنبول في إطار مفاوضات سلام بين البلدين.
من جهته، أكد مصدر في الوفد الأوكراني أنّ كييف مستعدّة للموافقة على وقف لإطلاق النار، لكن نتائج المباحثات تبقى رهن اتخاذ روسيا “موقفا بنّاء”.
وقال المصدر “يعتمد كلّ شيء على ما إذا كانت روسيا ستتوقف عن اعتماد لهجة الانذارات وتتخذ موقفا بنّاءً”، مضيفا أنّ “هذا سيحدّد ما إذا كان بالإمكان تحقيق نتائج في هذا الاجتماع”.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، “لا أحد يتوقع مسارا سهلا. ستكون صعبة جدا”، مجددا تأكيده أنّ المقترحات التي قدّمتها الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع “متعارضة تماما”.
وهذه الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وفشلت المفاوضات السابقة في تحقيق أي اختراق، واكتفى الطرفان باتفاقيات لإخلاء سبيل آلاف الأسرى من كلا الجانبين، وإعادة جثث جنود.
مواقف متعارضة
وتأتي الجولة الجديدة لمفاوضات إسطنبول بعد ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمهل روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق مع كييف وإلا فستواجه عقوبات صارمة.
ويبدو أن احتمال إحراز تقدم يذكر ما زال محدودا، إذ إن مواقف الجانبين متعارضة بشكل كبير.
وقدمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي، وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها وضمانات أمنية من الغرب تشمل استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوات أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.
وتُصر كييف كذلك، بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، على ضرورة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما، وهو ما ترفضه موسكو المتفوقة ميدانيا.
وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إلى أنه يتوقع مناقشة عمليات تبادل جديدة مع موسكو وإعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا قسرا إلى روسيا، معربا عن رغبته في “التحضير لاجتماع” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل “وضع حدّ فعلي لهذه الحرب”.
طلب ألماني
من جانب آخر، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن برلين تسعى للحصول على “التزام ثابت” من الولايات المتحدة بشأن الحصول على بدائل سريعة لأنظمة الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت”، التي تعهّدت ألمانيا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتسليمها لكييف.
وأضاف بيستوريوس، في تصريحات اليوم الأربعاء، “نتوقع أن يوضح حلف شمال الأطلسي مجددا للولايات المتحدة التي تصنّع أنظمة باتريوت، أنّ الدول التي تسلّم هذه الأنظمة (لكييف) يجب أن تحصل على أنظمة جديدة خلال بضعة أشهر”.
وأضاف أنّ هذا “الالتزام” يجب أن يكون “ثابتا”، مشيرا إلى أنّ المدة القصوى للحصول على بدائل يجب أن تكون بين 6 و8 أشهر.

وأشار الوزير الألماني إلى أنّ استبدال هذه الأسلحة ضروري لأنه من المهم أن “تتمكّن الدول التي تنقلها، من الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي وألا تنشأ أي ثغرات في أمن الحلف”.
وأعلن الرئيس الأميركي والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الاثنين، مشروعا مُهما بالنسبة لأوكرانيا يتمحور حول شراء الحلفاء الأوروبيين وكندا أسلحة أميركية، خصوصا أنظمة “باتريوت” المتقدمة، وتسليمها لأوكرانيا.
وتعهّدت ألمانيا بتسليم أوكرانيا نظامي “باتريوت” اللذين يعدان من أفضل أنظمة الدفاع، نظرا لقدرتهما على إسقاط طائرات مسيّرة وصواريخ.
من جهتها، أعربت النرويج وهولندا والدانمارك والسويد عن استعدادها للمشاركة في تمويل صفقات باتريوت لأوكرانيا، في وقت يرفض ترامب تسليم هذه الصواريخ بشكل مباشر لكييف.