20/8/2025–|آخر تحديث: 21/8/202500:00 (توقيت مكة)
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إعلان جيش الاحتلال اليوم البدء فيما أسماه عملية “عربات جدعون 2” يعد استهتاراً بالجهود التي يبذلها الوسطاء للوصول إلى وقفٍ للعدوان وتبادلٍ للأسرى. في حين ما زال الغموض يكتنف الموقف الإسرائيلي بشأن صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة.
واعتبرت حماس -في بيان- أن تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) لمقترح الوسطاء وعدم رده عليه يثبت أنه المعطّل الحقيقي لأي اتفاق، وأنه لا يأبه لحياة أسراه وغير جاد في استعادتهم.
كما دعت الوسطاء إلى ممارسة أقصى الضغوط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة والتجويع، وحملت جيش الاحتلال والإدارة الأميركية كامل المسؤولية عن تداعيات هذه العملية “الإجرامية”.
وشددت حماس على أن ما يسمى “عربات جدعون 2” ستفشل كما فشلت سابقاتها من العمليات العسكرية، وأن (جيش) الاحتلال لن يحقق أهدافه منها، وأن احتلال غزة لن يكون نزهة.
غموض الموقف الإسرائيلي
ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن رئيس الحكومة قرر عدم الرد على مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه حماس.
وبحسب ما ذكرته القناة، فإن مسؤولا إسرائيليا أشار إلى أن الاتصالات بهذا الشأن تجري في تعتيم شديد، مؤكدا أنها أيام حاسمة تتخذ فيها قرارات حساسة ومصيرية.
ورغم أن هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن المقترح -الذي وافقت عليه حماس- يدرس، فقد أشارت إلى أن نتنياهو يريد بدء عملية احتلال مدينة غزة، في وقت بدأ صبر الوسيطين القطري والمصري ينفد.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المفاوضات ستجرى تحت نيران كثيفة، وإن كل شيء يعتمد على التوصل لاتفاق.
وفي سياق متصل، نقلت القناة الإسرائيلية ذاتها -عن مصادر بمكتب رئاسة الوزراء- أن المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف لم يعد يتبنى الصيغة التي اقترحها.
نتنياهو متمسك بمطالبه
ووفقا للتسريبات الصحفية والتي تكثر أثناء جولات التفاوض، فقد التقى وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر -الأربعاء- في باريس مع مسؤولين قطريين لبحث صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك وفق مسؤول إسرائيلي.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية أن ديرمر أكد للقطريين أن “شرط الصفقة هو إطلاق سراح جميع المحتجزين، إلى جانب الشروط التي وضعها نتنياهو في الأيام الأخيرة”.
وكان مكتب نتنياهو قد أكد في وقت سابق أن الحكومة متمسكة بـ”المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب، وهي نزع سلاح حماس وقطاع غزة وإعادة المخطوفين وسيطرة أمنية إسرائيلية وحكم مدني بديل عن حماس والسلطة الفلسطينية” وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصدر مسؤول أن “نتنياهو غير معنِي كثيرا بالصفقة الجزئية التي وافقت عليها حماس لكنه لم يغلق الباب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يدرك أنه سيكون من الصعب العودة للقتال بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار.
وذكرت يديعوت أحرونوت أن مسؤولين بالمجلس الأمني المصغر (الكابينت) يرون أن استسلام حماس قد يأتي مع بداية العملية العسكرية.
عائلات الأسرى تطالب بصفقة
في سياق متصل، ذكرت عائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة أن الكابينت “منفصل” عن المجتمع، مشددة على وجوب التوصل لصفقة لعودة أبنائهم.
ودعت هذه العائلات للاحتجاج قبالة مقر انعقاد المجلس المصغر يوم الخميس في القدس.
كما رفضت القيام بعملية عسكرية في مدينة غزة، مشيرة إلى أنه يجب عدم السماح لعملية “عربات جدعون 2” بأن “تقرر مصير المخطوفين. وكفى تضحية بهم”.
كما دعت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة إلى منع تعريض الجنود الأسرى للخطر وحماية حياة الجنود من حرب أبدية بلا هدف، حسب قولهم.
وقد تقدم إسرائيل ردها على المقترح -الذي وافقت عليه المقاومة الفلسطينية- الجمعة المقبل، حيث أرجعت وسائل إعلام إسرائيلية عدة التصريحاتِ الغامضة بشأن صفقة التبادل إلى أنها قد تكون “تكتيكا تفاوضيا”.