26/8/2025–|آخر تحديث: 22:12 (توقيت مكة)
يعكس كمين الزراعة الذي استهدف قوة إسرائيلية في بيت حانون شمالي قطاع غزة، اعتماد المقاومة على الهجوم التكتيكي، الذي تتخلى فيه عن الأرض مقابل إيقاع خسائر بقوات الاحتلال، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ففي وقت سابق اليوم، بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد للكمين الذي أدى إلى مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة نحو 20.
وجرت العملية في 7 يوليو/تموز الماضي، قرب الحدود مع غلاف غزة ومعبر إيريز، واستهدفت قوة “نتساح يهودا” التابعة للفرقة 99 التي تقاتل حاليا في غزة، والتي تعرضت لهجوم قبل أيام قليلة في خان يونس جنوب القطاع.
ووفق ما قاله حنا -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- فقد تدربت هذه الفرقة عامي 2018 و2019 على العمليات القتالية في مدينة تحاكي مدينة غزة أقامها جيش الاحتلال في صحراء النقب.
وزرعت المقاومة عبوات ناسفة قبل 12 ساعة من الكمين، وهو ما يعكس قدرتها على تجاوز عمل وحدات المراقبة التي أنشأها جيش الاحتلال لمتابعة المسارات التي تسلكها القوات قبل السير فيها، حسب حنا.
الهجوم التكتيكي
وتؤكد هذه العملية اعتماد المقاومة على الهجوم التكتيكي الذي تتنازل فيه عن الأرض مقابل إيقاع خسائر في صفوف الاحتلال، لأنها تهجم على أي هدف في أي مكان حال توافر الظروف الملائمة، كما يقول حنا.
وقد تكون هذه العملية نموذجا لما يمكن أن تواجهه قوات الاحتلال في حال مضيّها قدما في احتلال مدينة غزة، وهي تؤكد -وفق الخبير العسكري- أن كل القوات الإسرائيلية المنتشرة في القطاع ليست بعيدة عن المقاومة.
وتكشف هذه العملية قدرة المقاومة على جمع معلومات استخبارية، وزرع آلات تصوير في منطقة العمليات، واعتمادها على الكمين والتلغيم، ثم الانسحاب إلى أماكن آمنة لا تعرفها إسرائيل وهو ما يجعل الأخيرة في حرب أشباح، حسب وصف الخبير العسكري.
فقد تقدمت قوة إسرائيلية إلى المكان الذي كان ملغما مسبقا وعندما فُجر الكمين دفع الجيش بقوة ثانية اعتقادا منه أن العملية انتهت، لكنه فوجئ -حسب حنا- بضرب القوة الثانية، مما يعني أن المقاومة كانت موجودة على عكس توقعات الاحتلال.