اختطاف المئات من الطلاب والمعلمين على يد مسلحين في مدرسة سانت ماري الكاثوليكية في ولاية النيجر بوسط نيجيريا، دفع السلطات إلى إطلاق عمليات بحث واسعة النطاق. وبلغ عدد المختطفين 303 طالبًا و 12 معلمًا، وفقًا لرابطة الكنائس النيجيرية (CAN)، مما زاد من المخاوف الأمنية المتصاعدة في الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أفريقيا. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من اختطاف 25 طالبة من مدرسة ثانوية في ولاية كببي شمال غرب نيجيريا.
أعلنت رابطة الكنائس النيجيرية هذا التحديث يوم السبت بعد العد الأولي الذي ذكر 215 طالبًا. وأكد رئيس الرابطة في ولاية النيجر، المطران بولوس داووا يوهانا، بعد زيارته للمدرسة، أن الزيادة في الأرقام جاءت “بعد عملية تحقق وتعداد نهائي”.
تزايد عمليات اختطاف الطلاب في نيجيريا
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من حادثة مماثلة في ولاية كببي المجاورة، حيث اقتحم مسلحون مدرسة ثانوية واختطفوا 25 طالبة. تمكنت إحدى الطالبات من الهرب، لكن لا يزال مصير 24 طالبة مجهولاً. وتعتبر هاتان الحادثتان جزءًا من نمط مقلق يشهد تزايدًا في عمليات استهداف المؤسسات التعليمية في نيجيريا.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الخطف حتى الآن. وقد أعلنت السلطات عن نشر قوات تكتيكية بالتعاون مع الصيادين المحليين في محاولة لإنقاذ المختطفين.
مدرسة سانت ماري مصنفة كمدرسة ثانوية، ولكن صور الأقمار الصناعية تظهر أن المجمع مرتبط بمدرسة ابتدائية مجاورة تضم أكثر من 50 مبنى، بما في ذلك الفصول الدراسية والسكنات. يقع المجمع في مدينة بابيري بالقرب من طريق رئيسي يربط بين مدينتي يلوا وموكوا.
ردود الفعل المحلية
وصف السكان المحليون حالة من الذعر والارتباك، حيث شرعوا في البحث عن أطفالهم المفقودين. داود تشيكولا، البالغ من العمر 62 عامًا، ذكر أن أربعة من أحفاده، تتراوح أعمارهم بين سبع وعشر سنوات، قد تم اختطافهم. وأضاف، “لا نعرف ما الذي يحدث الآن، لأنه لم يردنا أي خبر منذ هذا الصباح. الأطفال الذين تمكنوا من الهرب تشتتوا … والمعلومات الوحيدة التي نحصل عليها هي أن المهاجمين لا يزالون يتحركون بالباقي من الأطفال نحو الغابة”.
أفاد بيان صادر عن سكرتير حكومة ولاية النيجر يوم الجمعة بأن السلطات تلقت معلومات استخباراتية مسبقة تحذر من تزايد التهديدات في المنطقة. وأشار البيان إلى أن المدرسة أعادت فتح أبوابها “دون إخطار أو الحصول على موافقة من الحكومة الولائية، مما عرّض الطلاب والمعلمين لمخاطر غير ضرورية”.
إضافةً إلى ذلك، ألغى الرئيس بولا تينوبو خططه لزيارة قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا على خلفية عمليات الخطف. وسيحضر نائب الرئيس كاشيم شيتيما القمة نيابة عنه، حسبما أفادت الرئاسة على منصة “X”.
كما يأتي هذا الحادث بعد أيام من هجوم على كنيسة، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي هدد فيها باتخاذ إجراءات عسكرية ردًا على ما وصفه بأنه قتل مستهدف للمسيحيين في نيجيريا. ترفض الحكومة النيجيرية هذا التصوير، مشيرة إلى أن المسلمين هم الضحايا الرئيسيون للهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة.
تتردد هذه التصريحات، و تصاعد التوتر، في الأوساط المحافظة والمسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة.
تُظهر التحليلات الأولية أن المجموعات المسلحة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وابتزاز السلطات. ويعتبر اختطاف الطلاب تكتيكًا شائعًا يستخدمه هؤلاء المسلحون لتحقيق أهدافهم.
من المتوقع أن تواصل السلطات النيجيرية جهودها لإنقاذ المختطفين وتأمين المناطق المتضررة. ومع ذلك، لا تزال التحديات كبيرة، ولا يوجد جدول زمني واضح لتحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة. يتوقع المراقبون استمرار عمليات الرصد والتتبع للجماعات المسلحة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.









