تناولت صحف عالمية تصاعد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي بالتوازي مع استمرار عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وسط انتقادات داخلية وخارجية لحكومة بنيامين نتنياهو، وتحذيرات من تداعيات إستراتيجية واقتصادية على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
ففي مقال بصحيفة “جيروزاليم بوست”، رُصد تصدع غير مسبوق في المجتمع الإسرائيلي، الذي بات منقسما إلى معسكرين متنافرين، مع انهيار ما تبقى من جسور التواصل بينهما.
ورأى المقال أن كل طرف يرى نفسه صاحب الحق الأخلاقي المطلق، ويعتبر الآخر تهديدا وجوديا لكيان الدولة.
وحمّل المقال السياسيين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم قادة الحكومة، المسؤولية المباشرة عن تغذية هذا الانقسام الحاد، من خلال خطابهم التحريضي وزرعهم للشك والكراهية بين مكونات المجتمع.
في المقابل، سلطت صحيفة “غارديان” البريطانية الضوء على استمرار انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية، رغم العقوبات الأوروبية المفروضة على بعضهم، بما في ذلك العقوبات البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستوطنين متطرفين، بينهم اثنان مُدرجان على لائحة العقوبات، قاموا بترهيب نحو 150 فلسطينيا قرب رام الله.
ترهيب مستمر
وأضاف التقرير أن الترهيب استمر على مدى 5 أيام، ورافقه تهجير قسري للمدنيين تحت حماية من قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، ما أثار تساؤلات بشأن جدوى العقوبات الدولية في كبح العنف الاستيطاني المتصاعد.
من جهتها، نشرت “فايننشال تايمز” مقالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، انتقد فيه بشدة سياسات نتنياهو، متهمًا إياه بجرّ إسرائيل نحو كارثة إستراتيجية بسبب حربه على غزة، التي وصفها بأنها “لأهداف شخصية وليست وطنية”.
وكتب باراك أن نتنياهو يستخدم الحرب كدرع سياسية لحماية نفسه من الملاحقات، لكنه حذّر من أن احتلال غزة سيكون بمثابة فخ إستراتيجي قد يُلحق ضررا بالغا بإسرائيل، خصوصًا أن القضاء على حركة حماس -بحسب تعبيره- “أمر غير ممكن واقعيا”.
أما صحيفة “واشنطن بوست”، فقد تطرقت إلى التلويح الغربي المتزايد بفرض مقاطعة تجارية على إسرائيل بسبب استمرار حربها في غزة، محذرة من تأثيرات محتملة على الاقتصاد الإسرائيلي. وذكر الكاتب آرون ويينر أن التهديد بالمقاطعة يأتي من أقرب شركاء إسرائيل التجاريين.
وأوضح الكاتب أن الدول الملوّحة بالمقاطعة تستحوذ على 31% من صادرات إسرائيل البالغة 60 مليار دولار، إضافة إلى 37% من وارداتها، وهو ما يجعل التهديدات الحالية مثار قلق كبير في الدوائر الاقتصادية الإسرائيلية، وفق ما جاء في التقرير.
ملاحقة دولية
وفي سياق قانوني مرتبط بالحرب على غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن منظمة “هند رجب” الحقوقية رفعت دعوى قضائية ضد جندي إسرائيلي في البيرو، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في غزة، تتعلق بتدمير منازل ومنشآت مدنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوى تستند إلى صور ومقاطع فيديو نشرها الجندي عبر حساباته، ويُظهر فيها احتفاءه بتدمير ممتلكات مدنية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. وأضافت أن المؤسسة تعتزم توسيع حملتها ضد جنود آخرين من الوحدة نفسها.
ولم يتضح، بحسب الصحيفة، ما إذا كان الجندي لا يزال في البيرو، لكن وجوده هناك قد يُعقّد محاولات تل أبيب للتدخل لصالحه، بالنظر إلى البعد القانوني والاختصاص القضائي الدولي في مثل هذه القضايا.
وفي تصريحات لصحيفة “واشنطن تايمز”، نفى مايكل أنتون، مدير التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية، وجود أي خلافات داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السياسة تجاه سوريا، واعتبر ما يُتداول حول انقسامات في البيت الأبيض محاولات لتقويض الإستراتيجية الرسمية.
وأكد أنتون أن كبار المسؤولين العاملين على الملف السوري ينسجمون تماما مع توجهات الرئيس ترامب، نافيًا ما تردد عن وجود تباين في الآراء داخل الإدارة الأميركية آنذاك حيال الملف السوري.