بدأت عمليات التصويت في غينيا بيساو، حيث تواجه الحكومة محاولات انقلاب متكررة، ويسعى الرئيس أومارو سيسوكو إمبالو إلى الحصول على ولاية ثانية نادرة في ظل انتقادات حادة من المعارضة. ومن المتوقع أن يصوت مئات الآلاف من الناخبين يوم الأحد، بينما تواجه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا انتخابات صعبة في منطقة تقوض فيها الحكام العسكريون الإدارة المدنية بالقوة في السنوات الأخيرة. وتعتبر الانتخابات الرئاسية في غينيا بيساو اختبارًا حاسمًا للاستقرار الديمقراطي في البلاد.
يتطلب الفائز الحصول على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات، وإلا ستجرى جولة إعادة. وقد سجل ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة للتصويت. ويتركز التنافس الرئيسي بين الرئيس الحالي، فرناندو دياس دا كوستا، وهو مرشح غير معروف نسبيًا مدعوم من رئيس الوزراء السابق دومينغوس سيمويس بيريرا.
أهمية الانتخابات الرئاسية في غينيا بيساو والتحديات التي تواجهها
يُعد دومينغوس سيمويس بيريرا، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية عام 2019، زعيمًا للحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، لكن تم منع السياسي والحزب المعارض الرئيسي من المشاركة في الانتخابات التي تجرى يوم الأحد. هذا الحظر أثار جدلاً واسعاً وزاد من حدة التوتر السياسي في البلاد.
أومارو سيسوكو إمبالو، البالغ من العمر 53 عامًا، هو جنرال سابق في الجيش شغل منصب الرئيس منذ فبراير 2020. كما شغل منصب رئيس الوزراء بين نوفمبر 2016 ويناير 2018. وقد واجه إمبالو تحديات كبيرة خلال فترة ولايته الأولى، بما في ذلك محاولات الانقلاب وعدم الاستقرار السياسي.
الخلفية السياسية والتوترات الأخيرة
تزعم المعارضة المحظورة أن فترة ولاية إمبالو كان من المفترض أن تنتهي في وقت سابق من هذا العام، وقد حكمت المحكمة العليا سابقًا بأنه يجب أن تستمر حتى أوائل سبتمبر. تم تأجيل الانتخابات حتى نوفمبر، مما أثار المزيد من الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية.
قام إمبالو بحل البرلمان، الذي هيمن عليه شخصيات معارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت في عامي 2019 و 2023، ولم يسمح له بالاجتماع منذ ديسمبر 2023. هذا الإجراء أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية وزيادة الانقسام بين الحكومة والمعارضة.
الوضع الاقتصادي والاجتماعي في غينيا بيساو
وعد إمبالو بتطوير البنية التحتية للبلاد الصغيرة وتحديث مطارها الرئيسي، من بين أمور أخرى. ومع ذلك، لا تزال غينيا بيساو واحدة من أفقر دول العالم، حيث يعتبر نصف سكانها فقراء، وفقًا للبنك الدولي.
تعاني غينيا بيساو من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بما في ذلك الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية. تعتمد البلاد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، وتواجه صعوبات في تحقيق التنمية المستدامة.
تاريخ من عدم الاستقرار السياسي
شهدت غينيا بيساو العديد من الانقلابات ومحاولات الانقلاب منذ استقلالها عن البرتغال قبل أكثر من 50 عامًا. وقد أدت هذه التقلبات السياسية إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وقعت محاولتا انقلاب على الأقل منذ تولى إمبالو السلطة. كانت آخرها في نهاية أكتوبر، عندما أعلن الجيش عن اعتقال مجموعة من الضباط العسكريين للاشتباه في تخطيطهم لانقلاب. هذه الأحداث تؤكد هشاشة الوضع السياسي والأمني في غينيا بيساو. وتشكل الأمن الانتخابي تحديًا كبيرًا.
تعتبر هذه العملية الانتخابية مهمة للغاية لمستقبل غينيا بيساو، حيث تسعى البلاد إلى تعزيز الديمقراطية وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات في غضون أيام قليلة. وفي حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات، ستجرى جولة إعادة في وقت لاحق من هذا الشهر. سيكون من المهم مراقبة ردود فعل المرشحين والأحزاب السياسية على النتائج، وكذلك أي تطورات أمنية قد تحدث.
يبقى الوضع في غينيا بيساو غير مؤكد، وسيتطلب الأمر جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية لضمان انتقال سلمي للسلطة وتحقيق التنمية المستدامة.










