5/8/2025–|آخر تحديث: 14:51 (توقيت مكة)
رغم تمسك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخيار اجتياح قطاع غزة وتوسيع العملية العسكرية فيها، تتصاعد الأصوات التحذيرية من داخل المنظومة الأمنية والعسكرية السابقة في إسرائيل، مشيرة إلى أن الحرب فقدت مشروعيتها، وباتت عبئا سياسيا وأمنيا واقتصاديا يهدد استقرار الدولة.
وحذّر عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين السابقين في إسرائيل من استمرار الحرب، واصفين إياها بـ”العبثية” ومؤكدين أن الدولة العبرية تدفع ثمنا فادحا على مختلف المستويات من دون تحقيق أي إنجاز يُذكر.
وضمت قائمة المنتقدين رؤساء سابقين لأجهزة الأمن والاستخبارات، من بينهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك و”أمان” والشرطة، إضافة إلى قادة أركان سابقين مثل موشيه يعالون ودان حالوتس وداني ياتوم وعامي أيالون وعاموس مالكا وأوري ساغي.
وضمت القائمة كذلك رئيس الشاباك الأسبق نداف أرغمان، وقائد الشرطة الأسبق شلومو أهرونيشكي، وآخرين ممن شكلوا في السابق نواة صناعة القرار الأمني والعسكري في إسرائيل.
وأكد هؤلاء القادة، في تصريحات مشتركة نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن الحرب التي تجاوزت عامها الأول فشلت في تحقيق أهدافها، بل ألحقت أضرارا إستراتيجية بإسرائيل، وقالوا “نحن على أعتاب هزيمة. هذه الحرب لم تعد مبررة، بل قادت الدولة إلى فقدان أمنها وهويتها”.
وشددوا على أن الإنجازات التي حققتها إسرائيل في بداية الحرب “دُفنت” لاحقا بفعل غياب الأهداف السياسية الواضحة، مشيرين إلى أن الجبهة الداخلية تتكبد خسائر مستمرة، بينما أصبح الجيش يعمل داخل بيئة معقدة تشبه حروب العصابات التي لم ينجح أي جيش في العالم في حسمها.
نختبئ خلف أكاذيب
وقال أحدهم: “ما يراه العالم هو صنيعة أيدينا.. نحن نختبئ خلف أكاذيب اخترعناها، ومع الأسف فإن الرأي العام الدولي أدرك منذ زمن أن هذه ليست الصورة الحقيقية”، مضيفا أن مواصلة القتال لم تعد تُفضي إلى نصر، بل تعمّق الأزمة وتشوّه صورة إسرائيل على الساحة الدولية.
وفي السياق نفسه، اعتبر القائد السابق للفيلق الجنوبي والكليات العسكرية يتسحاق بريك أن الجيش أخفق في تنفيذ وعود رئيس أركانه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تعهد فيها بـ”هزيمة حماس، وتحرير الأسرى، واحتلال غزة، بل وإقامة نظام حكم جديد فيها”.
وقال بريك إن عدد القتلى الإسرائيليين منذ إطلاق هذه الوعود تجاوز 60 جنديا، إلى جانب أعداد كبيرة من الجرحى، مؤكدا أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها، بل خسرت تعاطف العالم، تماما كما كان قد حذر قبل شهور.
ولم يخفِ بريك غضبه مما وصفه بـ”التمسك الأعمى بالوهم”، مهاجما بشدة رئيس الحكومة نتنياهو ووزراءه المتطرفين، وقال: “بن غفير وسموتريتش يريدان بناء مستوطنات في غزة، ونتنياهو يريد فقط البقاء في الحكم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة القومية لإسرائيل”.
أما رئيس شعبة التخطيط السابق في الجيش نمرود شيفر، فعبّر عن قلقه من الخطاب المتطرف السائد في الحكومة، قائلا: “هناك وزراء يتحدثون بوضوح عن ضرورة التجويع والتدمير والتهجير.. في غزة هناك مجاعة، وربما مجاعة حادة، والمسؤول عن ذلك هي إسرائيل بصفتها صاحبة السيادة الفعلية على الأرض”.
ومن جانبه، رأى محلل الشؤون السياسية في قناة “12” أمنون أبراموفيتش أن الحرب فقدت مشروعيتها منذ زمن، وقال إن “المخطوفين ليسوا أولوية للحكومة، ولو لم تتحول الحرب إلى أداة سياسية، لكان الواقع مختلفا تماما”.