أثارت محاولات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إنكار المجاعة بقطاع غزة، وادعاءاته بأن صور أطفال مصابين بسوء التغذية “مزيفة”، موجة واسعة من الانتقادات والتفاعلات الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي.
وعرض نتنياهو خلال مؤتمر صحفي صورا لـ3 أطفال فلسطينيين يعانون من سوء التغذية الحاد، وكتب عليها “مزيفة”، مدعيا أن معاناتهم ليست ناتجة عن سياسة التجويع التي يمارسها جيشه في غزة، بل بسبب “أمراض وراثية جينية”.
وتواصل إسرائيل إنكار مأساة المجاعة في قطاع غزة، إذ ينشر وزراؤها ومسؤولوها وحتى نشطاؤها على مواقع التواصل، ادعاءات ومزاعم تنفي تعمُّد جيش الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد الغزيين.
لكن الوثائق الطبية دحضت ادعاءات نتنياهو بشأن الطفل أسامة الرقب، أحد الأطفال الثلاثة، إذ نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في أبريل/نيسان الماضي تقريرا طبيا يُثبت عدم إصابته بأية أمراض وراثية.
وأكدت الوزارة أن تدهور صحة الطفل كان نتيجة مباشرة لنقص الغذاء، كما نشرت والدته صورا قديمة له وهو يتمتع بملامح الصحة والحيوية قبل أن تتدهور حالته في مارس/آذار الماضي.
أما الطفل عبد القادر الفيومي فقد استشهد في يوليو/تموز الماضي بسبب الجوع الشديد وسوء التغذية، في ظل ندرة الغذاء وضعف الرعاية الطبية اللازمة للمجوعين في قطاع غزة.
وبحسب المستشفى المعمداني في مدينة غزة، فإن وفاة الفيومي جاءت نتيجة نقص المواد الطبية اللازمة لعلاج المجوعين، وهذا يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع تحت الحصار الإسرائيلي.
بينما يعاني الطفل محمد المطوق، صاحب الـ19 شهرا، من ضمور دماغي نتيجة نقص الأكسجين عند ولادته، وهو بحاجة ماسة إلى تغذية خاصة بحسب تقرير المستشفى الرنتيسي للأطفال.
لكن بسبب نقص الغذاء في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، تدهورت حالته الصحية وفقد كثيرا من وزنه، وهذا يؤكد تأثير المجاعة المدمر على الأطفال المرضى.
تعليقات غاضبة
ورصد برنامج شبكات (2025/8/12) جانبا من التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي التي دحضت ادعاءات نتنياهو، ومنها ما كتبه خليل: “المئات من المدنيين ماتوا بالموت البطيء القاسي من الجوع ومع ذلك يأتي مجرم الحرب نتنياهو أمام الإعلام وبكل وقاحة يكذب ويقول لا توجد مجاعة في غزة”.
وغردت فلو: “أطفال غزة لا (يُقتلون)، أطفال غزة (يعصرون)، أطفال غزة (يُمزّقون)! لا تبقَ صامتا، تكلم، اصرخ، ازعج العالم وكن لأطفال غزة صدى أصواتهم المختنقة من الجوع والعطش! الصمت عار، خيانة، خذلان، وحرام!”.
وكتبت هناء: “مجاعة غزة اليوم ليست مجرّد نقص في الغذاء، بل نتيجة حصار ممنهج وتجويع متعمد كسلاح حرب. المشهد القائم هو إبادة بطيئة، تُنفّذ بالصمت الدولي، ليكون الجوع أداة لتهجير من بقي على قيد الحياة”.
من جهتها، عبرت “إلفت” عن معاناتها النفسية قائلة “اليوم وعيت نفسيتي تعبانة. فكرت إني ما لازم تابع أخبار غزة ولا شوف أي فيديوهات. بعدين خطر لي أنه يمكن نحن عم نفقد جزء من إنسانيتنا من دون ما ننتبه”.
وأضافت “عم نحاول نحمي حالنا من مجرد تضامن شعوري مع ناس جنبنا عم يموتوا حرفيا من الجوع والقصف”، معبرة عن الصراع النفسي الذي يواجهه كثيرون في متابعة مأساة غزة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في أحدث نداء له إلى المجتمع الدولي لوقف الحرب، أن “الوضع في قطاع غزة لم يعد أزمة جوع وشيكة بل مجاعة خالصة”.
12/8/2025–|آخر تحديث: 18:37 (توقيت مكة)