6/8/2025–|آخر تحديث: 16:32 (توقيت مكة)
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من وقوع “مذابح جماعية غير مسبوقة” بحق المدنيين في قطاع غزة حال نفذت إسرائيل خطتها بتصعيد العمل العسكري خاصة البري، مؤكدا أن هذه الخطة “تعكس مستوى خطيرا من الوحشية”.
وقال المرصد الحقوقي في بيان إن “أي تصعيد جديد في الهجمات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما البرية على قطاع غزة، سيؤدي إلى مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضي نهائيا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلا”.
وأشار إلى أن “الخطة الإسرائيلية لتصعيد إضافي في العمليات العسكرية تعكس مستوى خطيرا من الوحشية، وتجسّد امتدادا لحالة الإفلات من العقاب والحصانة التي تتمتع بها إسرائيل”.
ومساء أول أمس الاثنين، قال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا بإعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أميركي ضد حركة حماس، لمناطق يُعتقد أن الأسرى فيها.
ووقتها، نقلت القناة “12” الإسرائيلية الخاصة عن مسؤولين بمكتب نتنياهو لم تسمهم، قولهم إن “القرار اتُخذ، إسرائيل ستحتل قطاع غزة”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية -نقلا عن وزراء تحدثوا مع نتنياهو- إن الأخير “قرر توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، رغم اختلافات الرأي مع المؤسسة الأمنية”.
وأوضح الأورومتوسطي أن تنفيذ إسرائيل لهذه الخطة يعني “تكريس فصل غير مسبوق من الإبادة الجماعية التي ترتكبها بالقطاع، على مرأى المجتمع الدولي الذي يواصل توفير الغطاء السياسي والمالي والعسكري” لإسرائيل.
وحذّر من خسائر بشرية غير مسبوقة في حال نفذت إسرائيل أي هجوم بري جديد بعدما كدست الفلسطينيين في مساحة لا تتجاوز مساحتها 55 كيلومترا، دون بنى تحتية أو أي شكل من أشكال الحماية.
وقال المرصد بهذا الصدد إن المخطط الإسرائيلي يأتي بعد “شهور من تكديس إسرائيل أكثر من مليوني فلسطيني قسرا في منطقة أقل من 15% من مساحة القطاع”.
كما يأتي ذلك، في ظل “تدمير منهجي طال معظم المساكن والقضاء على نحو 84% من المستشفيات والمنشآت الصحية، وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي بنسبة تجاوزت 95%” بحسب المرصد.
وأفاد بأن تقييم فرقه الميدانية يظهر أنّ القطاع يمر حاليا بـ”أسوأ مراحل الانهيار الإنساني منذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أُجبر أكثر من 90% من السكان على النزوح قسرا بين مناطق مدمّرة داخل القطاع في موجات تهجير (داخلي) متكررة (..) ووسط تفاقم المجاعة وانهيار النظام الصحي”.
وعن المجاعة، قال المرصد الأورومتوسطي إن إسرائيل تنفذ منذ 26 يوليو/تموز الماضي (منذ إعلانها السماح بدخول مساعدات) “مناورة تضليلية عبر الترويج الزائف لتحسين الوضع الإنساني في غزة، في وقت تواصل فرض الحصار وتجويع السكان”.
وشدد المرصد على أن المساعدات الواردة إلى قطاع غزة لم تتجاوز 15% من الاحتياجات الأساسية، لافتا إلى أن إسرائيل تستغلها من أجل “تسكين الرأي العام العالمي وتخفيف الضغوط الدولية المرتبطة بجريمة التجويع، وكغطاء لتصعيد جريمة الإبادة واستكمال السيطرة على القطاع”.