قال مسؤول أمريكي، الجمعة، إن وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول قدم عرضًا للدبلوماسيين الأوروبيين في كييف حول خطة السلام الأوكرانية التي يقترحها الرئيس دونالد ترامب. يأتي هذا الإعلان في ظل ضغوط متزايدة على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، مع تحديد واشنطن إطارًا زمنيًا لتقديم رد.

وأكد الكولونيل ديف باتلر، المتحدث باسم الجيش الأمريكي، أن الإحاطة التي ضمت 31 سفيرًا أوروبيًا كانت “تبادلًا إيجابيًا للأفكار”، حيث ناقش دريسكول “نوايا الولايات المتحدة، ووتيرة العمل، والزخم الذي حققته خطة ترامب”. وتجنب باتلر الخوض في تفاصيل المواعيد النهائية، مشيرًا إلى أن الفريق الأمريكي يعمل “بأقصى سرعة ممكنة” وفقًا للجدول الزمني المحدد.

خطة ترامب للسلام في أوكرانيا: تفاصيل واتهامات بالضغط

تتضمن خطة السلام المقترحة من الرئيس ترامب، وفقًا لتقارير إعلامية، مطالبة أوكرانيا بالتخلي عن أراضٍ لصالح روسيا، بما في ذلك الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ومناطق لوغانسك ودونيتسك. كما تشمل قيودًا على حجم الجيش الأوكراني، والتزامًا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). يمثل هذا تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي التقليدي تجاه وحدة الأراضي الأوكرانية.

وذكرت مصادر لشبكة CNN أن هذه الخطة قد تعدل بشكل كبير السياسة الأمريكية طويلة الأمد تجاه أوكرانيا والنزاع مع روسيا. تثير هذه المقترحات تساؤلات حول مدى استعداد الإدارة الأمريكية للضغط على كييف لتقديم تنازلات كبيرة من أجل إنهاء الحرب.

ردود الفعل الدولية على الخطة

في سياق متصل، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تلقى المقترحات الأمريكية للسلام في أوكرانيا، واعتبرها أساسًا محتملاً لتسوية سلمية. ومع ذلك، أضاف بوتين أن هذه الخطة لم تُناقش بالتفصيل مع روسيا، وأن أوكرانيا والقوى الأوروبية لا تدرك التقدم الذي تحرزه القوات الروسية في أوكرانيا.

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تقديره لجهود الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب، مؤكدًا استعداده للتفاوض. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن خطة السلام الأمريكية يجب أن تضمن سلامًا “حقيقيًا” للبلاد.

وعقد قادة أوكرانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا اجتماعًا لتوحيد الموقف الأوروبي تجاه خطة ترامب. وتقرر أن أي قرارات ذات تأثير على أوروبا وحلف الناتو يجب أن تحظى بدعم أوروبي كامل، مع وجود تحفظات على بعض العناصر الرئيسية في الخطة.

الضغط الأمريكي وتصاعد التوترات

تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تزايد من الضغط على أوكرانيا لقبول إطار عمل لاتفاق سلام مع روسيا. فقد ذكرت مصادر مطلعة أن واشنطن هددت بتقليص الدعم الاستخباراتي والعسكري لأوكرانيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية نوفمبر. هذا التهديد يمثل تصعيدًا ملحوظًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا.

وبحسب مصادر في البيت الأبيض، فإن الإدارة الأمريكية تسعى إلى التوقيع على إطار عمل للاتفاق بحلول عيد الشكر (27 نوفمبر)، لكنها قد تكون مستعدة لتمديد الموعد النهائي إذا سارت الأمور بشكل إيجابي. ويشير هذا إلى أن الولايات المتحدة لديها رغبة قوية في تحقيق تقدم في عملية السلام قبل نهاية العام.

وتحظى هذه التطورات باهتمام بالغ من قبل القوى الكبرى المعنية بالنزاع، حيث تحاول كل دولة حماية مصالحها وضمان الاستقرار في المنطقة. البحث عن تسوية سياسية يمثل أولوية، ولكن التحديات لا تزال كبيرة، والفجوة بين مواقف الأطراف المعنية واسعة.

الموقف الأوروبي وتداعياته

رفض قادة أوروبا العديد من بنود خطة السلام، معربين عن قلقهم بشأن التنازلات المحتملة التي قد تضطر أوكرانيا إلى تقديمها. ووفقًا لـ”بلومبرغ”، فإن الدول الأوروبية ترى أن أي تسوية يجب أن تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وتنتظر أوروبا ردًا أوكرانيًا واضحًا على الخطة، وفي حال رفضها بشكل قاطع، فمن المرجح أن تسعى إلى مبادرات سلام بديلة.

يشكل هذا التطور اختبارًا لعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين، حيث أن هناك اختلافات جوهرية في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية.

في الأيام المقبلة، من المتوقع أن تشهد الساحة الدبلوماسية مباحثات مكثفة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا والقوى الأوروبية. ستكون ردود أفعال زيلينسكي على الخطة الأمريكية، وموقف روسيا من أي مفاوضات محتملة، من الأمور التي يجب مراقبتها عن كثب. يظل مستقبل النزاع في أوكرانيا غير مؤكدًا، وتعتمد آفاق السلام على مدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات متبادلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version