الشهر الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اختبار دم جديد للمساعدة في تشخيص مرض الزهايمر. يقيس جهاز Elecsys pTau181، الذي تنتجه شركة Roche، تركيز جزيء محدد – وهو شكل مفسفر من بروتين تاو – في الدم. تاو هو أحد بروتينين، والآخر هو الأميلويد، الذي يتشوه ويتراكم في أدمغة المرضى الذين يعانون من أنواع معينة من الخرف. ويعتقد أن تراكم هذه البروتينات يتداخل مع التواصل بين خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض لدى هؤلاء المرضى.
وقد حصل الاختبار بالفعل على ترخيص في يوليو/تموز لتسويقه في أوروبا، وبالتالي فهو أول نظام فحص مبكر لمرض الزهايمر لاستخدامه في أماكن الرعاية الأولية المعتمدة في سوقي الأدوية الرئيسيين على هذا الكوكب. إنها بداية لما سيصبح قريبًا مجالًا مزدحمًا، حيث أن هناك العديد من الاختبارات الأخرى في مراحل متقدمة من الاختبار والموافقة.
كيف تعمل مثل هذه الاختبارات؟
يبحث Elecsys pTau181 في بلازما الدم عن شكل من أشكال بروتين تاو الذي يحتوي على مجموعة فوسفات متصلة به، والتي غالبًا ما توجد بكميات مرتفعة لدى مرضى الزهايمر. يعد هذا الجزيء علامة غير مباشرة على لويحات الأميلويد والتشابك الليفي العصبي للتاو التي لوحظت في أدمغة المرضى المصابين بالمرض.
تمت الموافقة أيضًا على بعض الاختبارات الأخرى، ولكن ليس للفحص المبكر. يقوم هؤلاء بتقييم المؤشرات الحيوية الأخرى التي تتعلق بهذين البروتينين. أحد الاختبارات، المسمى Lumipulse والذي صنعته شركة Fujirebio اليابانية، ينظر في النسبة بين شكل آخر من أشكال تاو المفسفرة (pTau217) وجزء من البروتين الرئيسي الذي يشكل لويحات الأميلويد (أميلويد بيتا الببتيد 1-42).
خلاصة القول هي أن هذه الاختبارات تقدم أدلة على احتمال وجود الداء النشواني في الدماغ، والذي يحتاج بعد ذلك إلى تشخيصه بدقة أكبر باستخدام اختبارات أكثر تدخلاً، مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) وتحليل السائل النخاعي عن طريق البزل القطني، والذي يعتبر المعيار الذهبي السريري لتشخيص أمراض الأميلويد لدى المرضى الأحياء. ومع ذلك، حتى هذه الأمور تأتي مصحوبة بدرجة معينة من عدم اليقين؛ لا يمكن الحصول على اليقين التشخيصي الحقيقي إلا من خلال تشريح الدماغ بعد الوفاة.
لماذا الموافقة على هذه الاختبارات الآن؟
في الماضي، لم يكن تأكيد تشخيص مرض الزهايمر بهذه الأهمية، حيث لم تكن هناك أدوية أو علاجات يمكن أن تغير مسار المرض. ولكن مع الموافقة على علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الجديدة لمرض الزهايمر، تغير المشهد في السنوات القليلة الماضية.
لاستخدام هذه الأدوية، تحتاج إلى طريقة للتأكد من المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا منها. وبما أن الأدوية تحقق أفضل النتائج عند استخدامها في مرحلة مبكرة من تطور المرض، فإن إجراء اختبار تشخيصي غير مكلف نسبيًا وبأقل تدخل جراحي سيكون مفيدًا للغاية. إن إخضاع جميع كبار السن الذين يشتبه في إصابتهم بأعراض التدهور المعرفي لفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني وأخذ عينات من السائل النخاعي أمر غير عملي، وهنا يأتي دور اختبار الدم لمرض الزهايمر.
ما مدى فائدة هذه الاختبارات؟
يعد Elecsys pTau181 أول اختبار يتم اعتماده لاستخدامه كأداة لفحص المجتمع. والفكرة هي أن يتم إعطاؤه على مستوى الرعاية الأولية، على سبيل المثال، من قبل طبيب الرعاية الأولية أو الممارس العام. لقد ثبت أن الاختبار يتمتع “بقيمة تنبؤية سلبية” جيدة، أي أنه فعال في الإشارة بدقة إلى من لا لديك مرض اميلويد. في البيئات التي يكون فيها معدل الانتشار الإجمالي لمرض الأميلويد منخفضًا، تكون النتيجة السلبية من هذا الاختبار موثوقة بنسبة 97.9 بالمائة. وهذا يجعل من المفيد اختيار المرضى الذين سيتم تقديمهم لمزيد من الاختبارات.
وتتشابه النتائج مع نتائج الاختبارات الأخرى التي تمت الموافقة عليها بالفعل في الأشهر الأخيرة، مثل Lumipulse من شركة Fujirebio اليابانية، والتي أظهرت في التجارب قيمة تنبؤية سلبية تبلغ حوالي 97 بالمائة.
ومع ذلك، هناك قيود مهمة يجب ملاحظتها: بالنسبة لجميع اختبارات الدم لمرض الزهايمر، هناك نسبة كبيرة نسبيًا من المرضى (15-30 بالمائة تقدير شائع) يقعون في منطقة رمادية من عدم اليقين، حيث لا تسمح مستويات المؤشرات الحيوية المحددة بالحصول على إجابة إيجابية أو سلبية.










