أظهر استطلاع حديث لـ YouGov أن إيطاليا تتصدر الدول الأوروبية الأكثر تفضيلاً للرئيس الأمريكي السابق دونالد **ترامب**، على الرغم من أن نسبة المؤيدين له لا تزال منخفضة نسبياً. يأتي هذا في ظل علاقة وثيقة بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وترامب، مما يثير تساؤلات حول تأثير العلاقات السياسية على الرأي العام. يلقي هذا التوجه الضوء على الانقسامات السياسية داخل أوروبا تجاه السياسة الخارجية الأمريكية.

وفقًا للاستطلاع، يرى 28% من الإيطاليين الرئيس ترامب بمنظور إيجابي، متفوقين على المملكة المتحدة (22%) وفرنسا (18%) وإسبانيا (16%). في المقابل، سجلت الدنمارك أدنى مستويات التأييد، حيث لم تتجاوز النسبة 6%، ربما بسبب الخلافات السابقة حول قضايا مثل جرينلاند. تشير هذه الأرقام إلى تباين كبير في المواقف بين الدول الأوروبية المختلفة.

ما هي الأحزاب السياسية الأكثر تأييدًا لـ **ترامب** في أوروبا؟

تتفق نتائج الاستطلاع مع دراسة أخرى أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والتي وضعت الدنمارك في ذيل القائمة بنسبة تأييد 5%. بالمقابل، تظهر دول أوروبا الوسطى والشرقية أعلى مستويات التأييد، حيث سجلت رومانيا (30%) والمجر (29%) وبولندا (25%) أعلى النسب.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن رومانيا والمجر وبولندا هي الدول التي تعتقد بشكل أكبر أن رئاسة ترامب يمكن أن تعزز السلام العالمي. يتضح من هذه النتائج وجود ارتباط بين التأييد لترامب وبين وجهات النظر حول السياسة الخارجية والأمن الإقليمي.

تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة

تظهر أعلى معدلات تأييد لترامب داخل الأحزاب السياسية المحلية، وخاصةً الأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء القارة. يعتبر أعضاء حزب فيدز الحاكم في المجر أكبر المؤيدين لترامب، حيث يرى 68% منهم أن رئاسته ستكون مفيدة ليس فقط للمواطنين الأمريكيين، بل أيضًا لبلدهم.

يلي فيدز تحالف الاتحاد الروماني وحزب القانون والعدالة البولندي، وكلاهما بنسبة 51%. تُصنف هذه المجموعات السياسية على أنها متشككة في الاتحاد الأوروبي أو معتدلة التشاؤم تجاهه. يحتل حزب الكونفدرالية البولندي المرتبة الرابعة (39%)، يليه حزب “الأخوة الإيطاليون” بقيادة جورجيا ميلوني بنسبة 31%.

شعور بالإهانة بعد اتفاقية الرسوم الجمركية

كشف استطلاع حديث أجرته مجلة “Le Grand Continent” الجيوسياسية الفرنسية أن الانقسام في أوروبا يكمن بشكل عام بين أولئك الذين يعتبرون ترامب “عدوًا” (فرنسا وإسبانيا) وأولئك الذين لديهم آراء أكثر اعتدالًا: يعتبرونه لا صديقًا ولا عدوًا (إيطاليا وألمانيا).

من ناحية أخرى، تبرز بولندا مرة أخرى كدولة ذات نسبة عالية نسبيًا من الأشخاص الذين يرون ترامب صديقًا (33%)، وهي الأعلى في هذا الاستطلاع.

الاستياء من سياسة الاتحاد الأوروبي

إذا كان هناك شيء يوحد الأوروبيين، فهو بشكل عام خيبة الأمل من طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع العلاقات مع واشنطن (77%). وكشف الاستطلاع أن 52% شعروا “بالإهانة” بعد اتفاقية الرسوم الجمركية الصيفية التي فرضت رسومًا بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية. يعكس هذا الاستياء القلق المتزايد بشأن السياسة التجارية الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد الأوروبي.

من المتوقع أن تستمر هذه التوجهات في التأثير على العلاقات عبر الأطلسي في الأشهر المقبلة، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. سيكون من المهم مراقبة التطورات السياسية في أوروبا وتأثيرها على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ردود الفعل على أي تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه أوروبا. يبقى مستقبل العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة غير مؤكدًا ويتطلب مراقبة دقيقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version