أثار ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في موسكو، وتجنبه إجراء فحص ضغط الدم، تساؤلات جديدة حول صحة بوتين. وأكد بوتين، البالغ من العمر 73 عامًا، أنه يتمتع بصحة جيدة بعد فحوصات طبية استغرقت يومين ونصف، بما في ذلك إقامة ليلة واحدة في العيادة. ومع ذلك، تظل الشائعات حول وضعه الصحي مستمرة.
جاءت تصريحات بوتين خلال مشاركته في منتدى “رحلة الذكاء الاصطناعي” في موسكو، حيث دُعي لتجربة جهاز جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي يقيس النبض وضغط الدم من خلال ماسح ضوئي لبصمة الإصبع. ووفقًا لوكالة رويترز، اكتفى بوتين بالإشارة إلى أنه خضع لفحوصات طبية شاملة مؤخرًا.
الجدل حول صحة بوتين وتأثيره على المشهد السياسي
تأتي هذه الأحداث في ظل تقارير مستمرة حول تدهور صحة بوتين. فقد لوحظ في التاسع من نوفمبر وجود كدمات أو انتفاخ في يده، وهو ما أثار المزيد من التكهنات. ونشر أنطون غيرشينكو، مستشار الرئيس الأوكراني، صورة مقربة ليد بوتين على منصة X، مشيرًا إلى “انتفاخ الأوردة” و”وجود شيء خاطئ”.
تقارير سابقة وتكهنات حول المرض
في مارس الماضي، توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “يموت بوتين قريبًا”، مع تصاعد التكهنات حول إصابته بالسرطان أو معاناته من السكتات الدماغية. كما أثارت مقاطع فيديو لبوتين وهو يمسك الطاولة بقوة خلال اجتماعات مع مسؤولين دفاعيين في عام 2022، تساؤلات حول معاناته من مرض باركنسون أو آلام مزمنة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت تسجيلات صوتية مسربة في سبتمبر الماضي، خلال قمة بين بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، عن حديث بوتين عن التكنولوجيا الحيوية وزراعة الأعضاء، وحتى عن إمكانية تحقيق الخلود. هذه التصريحات أثارت المزيد من التساؤلات حول اهتمامه بقضايا الشيخوخة والصحة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه التصريحات قد تكون مجرد مزاح أو محاولة لإظهار قوته وصموده. ويركز الكرملين بشكل عام على إبراز صورة بوتين كرئيس قوي وقادر على القيادة.
توقعات حول طول العمر والتقدم العلمي
خلال المنتدى، أعرب بوتين عن اعتقاده بأن البشر قد يتمكنون في النهاية من العيش حتى سن 150 عامًا، قائلاً: “ربما يكون من الممكن الوصول إلى 150 عامًا، ولكن سيكون ذلك دائمًا قليلًا جدًا، تمامًا مثل المال – دائمًا غير كافٍ”. يعكس هذا التصريح اهتمامًا متزايدًا بالبحث العلمي في مجال إطالة العمر وتحسين الصحة.
صحة بوتين ليست مجرد مسألة شخصية، بل لها تداعيات سياسية كبيرة. فأي تدهور في صحته قد يؤثر على الاستقرار السياسي في روسيا وعلى سياستها الخارجية. وتشير بعض التقارير إلى أن هناك صراعًا خفيًا على السلطة داخل الدائرة المقربة من بوتين، وأن أي فراغ في السلطة قد يؤدي إلى صراعات داخلية.
الوضع الجيوسياسي الحالي، مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتوتر العلاقات مع الغرب، يجعل مسألة صحة بوتين أكثر حساسية. فأي تغيير في القيادة الروسية قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الروسية.
تتزايد التكهنات حول صحة الرئيس الروسي، ولكن لا يوجد تأكيد رسمي من الكرملين حول أي مشاكل صحية خطيرة. في الوقت الحالي، من المتوقع أن يستمر بوتين في أداء مهامه كرئيس لروسيا، ولكن يجب مراقبة وضعه الصحي عن كثب. من المرجح أن يستمر الكرملين في الحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بصحة بوتين، مما يزيد من صعوبة الحصول على صورة واضحة للوضع الحقيقي.
من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الفحوصات الطبية الدورية لبوتين في المستقبل القريب، ولكن لا يوجد جدول زمني محدد لذلك. وستظل صحة بوتين موضوعًا مثيرًا للاهتمام ومحل مراقبة دقيقة من قبل وسائل الإعلام والمحللين السياسيين في جميع أنحاء العالم.

