أعلنت مجموعة متطرفة مناهضة لإسرائيل عن تقديم مكافآت مالية تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي مقابل قتل أكاديميين إسرائيليين، وفقًا لتقارير إعلامية. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والحرب المستمرة في قطاع غزة، ويشكل تصعيدًا خطيرًا في الخطاب المتطرف والعنف المحتمل ضد الأكاديميين الإسرائيليين.
مكافآت مالية مقابل استهداف أكاديميي إسرائيل
كشفت التقارير أن حركة “العقاب من أجل العدالة” (Punishment for Justice Movement) نشرت أسماء أهداف محددة وأسعارًا مقابل إيذائهم على موقعها الإلكتروني. وشمل ذلك معلومات شخصية حساسة، مثل عناوين المنازل وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف، مما يزيد من خطر تعرض هؤلاء الأفراد للأذى.
وتشمل قائمة الأهداف أكاديميين يعملون في جامعات إسرائيلية مرموقة مثل جامعة بن غوريون في النقب، والجامعة العبرية في القدس، وجامعة تل أبيب، ومعهد تكنيون – معهد إسرائيل للتكنولوجيا في حيفا. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الموقع أسماء أكاديميين من جامعتي هارفارد وأكسفورد، ومنظمة الأبحاث النووية الأوروبية (CERN).
تفاصيل المكافآت المعلنة
لم يقتصر الأمر على مكافآت القتل، فقد عرض الموقع أيضًا مبالغ مالية مقابل أعمال تخريبية أخرى. وتبلغ قيمة المكافأة 50 ألف دولار لقتل أهداف أخرى، و 20 ألف دولار لإحراق منازلهم أو سياراتهم، و5 آلاف دولار للحصول على معلومات عن الأهداف، وألف دولار لوضع لافتات احتجاج أمام منازلهم.
يذكر أن الموقع، الذي تم إنشاؤه صيف العام الماضي ويُعتقد أنه يستضيفه خوادم في هولندا، تعرض لتعطيل مؤقت ليلة الجمعة، ولكنه عاد للعمل في اليوم التالي. يتم كتابة محتوى الموقع باللغة الإنجليزية، وفقًا لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
ويتهم الموقع الأكاديميين المستهدفين بأنهم “مجرمون ومتعاونون مع جيش الاحتلال”، زاعمين أنهم “موزعون لأسلحة دمار شامل للجيش الإسرائيلي” و “متورطون في قتل أطفال فلسطينيين”. وتزعم الحركة أنها حذرت الأكاديميين من “التخلي عن الأنشطة الإجرامية” والتوقف عن العمل مع قوات الدفاع الإسرائيلية، ولكنهم تجاهلوا هذه التحذيرات، مما يجعلهم “أهدافًا مشروعة للحركة”.
أكد أكاديميان مستهدفان لـ”القدس بوست” أنهما لم يتلقيا أي تحذيرات مسبقة. كما ذكر العديد من الأكاديميين المستهدفين في منظمة الأبحاث النووية الأوروبية (CERN) أنهم لم يشاركوا في مشاريع عسكرية، لكن يبدو أن منشئي الموقع قد أخطأوا في فهم مصطلح “النووي”.
أبدى أحد الأكاديميين المستهدفين قلقه بشأن سلامة أسرته، مشيراً إلى أن “السلطات الحكومية المختصة يجب أن تقترح حلولاً أكثر شمولاً” بدلًا من مجرد إيقاف الموقع، لأن “التجول بهدف على رؤوسنا يعرض للخطر ليس فقط أنفسنا، ولكن أيضًا عائلاتنا”.
في المقابل، قلل مايكل برونشتاين، وهو أستاذ علوم الحاسوب في جامعة أكسفورد، من أهمية المكافأة المعروضة مقابل حياته، واصفًا أولئك الذين يهددونه بأنهم “مهووسون”.
وأضاف في تصريحه: “لقد صدمت بشدة عندما تبين أن حياتي مقيمة بثمن بخس. بالنظر إلى مكانتي في المجتمع الأكاديمي، أعتبر أي مبلغ أقل من سبعة أرقام مسيئًا للغاية. ومع ذلك، فإنني أواسي نفسي بأنني على الأقل في صحبة جيدة.”
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
أثار هذا الإعلان إدانات واسعة النطاق، حيث وصفه العديد من المراقبين بأنه تحريض صريح على العنف. وقد اتصلت فوكس نيوز ديجيتال برابطة مكافحة التشهير (Anti-Defamation League) للحصول على تعليق، لكنها لم تتلق ردًا بعد. يتزايد القلق بشأن حماية الباحثين والأكاديميين من التهديدات التي تتعرض لها بسبب مواقفها السياسية أو ارتباطاتها المؤسسية.
هذا الحادث يثير أيضًا تساؤلات حول حرية التعبير والحدود التي يجب أن توضع على الخطاب المتطرف عبر الإنترنت. الشركات التي تستضيف مواقع مماثلة تواجه ضغوطًا متزايدة لاتخاذ إجراءات ضد المحتوى الذي يحرض على الكراهية والعنف، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة تحترم الحقوق الأساسية.
تشمل الكلمات المفتاحية المرتبطة بهذا الخبر: الحرب في غزة، التطرف عبر الإنترنت، تهديد الأكاديميين.
من المتوقع أن تواصل السلطات الهولندية تحقيقها في أصل الموقع وأصحاب العلاقة. كما يجب مراقبة رد فعل الجامعات والمنظمات الأكاديمية المعنية لتقديم الدعم والحماية للأكاديميين المستهدفين. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التهديدات ستتحول إلى أعمال عنف حقيقية، ولكن الوضع يتطلب يقظة وتحركًا سريعًا من قبل جميع الأطراف المعنية.










