اندلعت النيران في عدة أبراج سكنية في منطقة تاي بو في هونغ كونغ يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا وإصابة العشرات، وتسبب في حالة من الذعر بين السكان. وقد تصاعدت الحادثة بسرعة، مما استدعى رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة، وهي الأعلى في نظام هونغ كونغ، حيث تواجه فرق الإطفاء صعوبات في السيطرة على حريق هونغ كونغ بسبب سرعة انتشاره.
بدأت عمليات الإطفاء في حوالي الساعة 2:50 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وفقًا لإدارة الإطفاء في هونغ كونغ. وقد تم نقل تسعة أشخاص إلى مستشفى أليس هو مييو لينغ نيثرسول ومستشفى أمير ويلز لتلقي العلاج. الحادث يثير تساؤلات حول إجراءات السلامة في المباني القديمة في هونغ كونغ.
تفاصيل حريق هونغ كونغ المأساوي
أعلنت السلطات عن وفاة أربعة أشخاص في مكان الحادث، بينما وصفت حالة ثلاثة آخرين بأنها حرجة. بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيف حالة شخص واحد بأنها خطيرة، وحالة شخص آخر بأنها مستقرة. وتشير التقارير الأولية إلى أن الحريق بدأ في أحد المباني قيد الإنشاء.
أعرب وزير الأمن في هونغ كونغ، تانغ بينغ-كيونغ، عن حزنه العميق لوفاة أحد رجال الإطفاء أثناء مكافحة النيران. وأكد تانغ أنه يقدم أعمق التعازي لعائلة الفقيد. هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها رجال الإطفاء في مهامهم.
انتشار النيران وصعوبة الوصول
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة من مكان الحادث ألسنة اللهب وهي تلتهم سقالات الخيزران المحيطة بالأبراج السكنية، مع تصاعد أعمدة الدخان الكثيفة من عدة طوابق. وقد واجهت فرق الإطفاء صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الازدحام وارتفاع المباني.
ذكر شهود عيان أنهم رأوا أحد الأشخاص في حالة من اليأس الشديد، وهو يصرخ بأن زوجته عالقة داخل المبنى. هذه المشاهد المؤلمة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان المتضررون.
أعطال في أنظمة الإنذار
أفاد تشان كوونغ-تاك، وهو متقاعد يبلغ من العمر 83 عامًا ويعيش في المنطقة، أن أجهزة إنذار الحريق لم تعمل عند اندلاع النيران، على الرغم من تجهيز المباني بها. وقال إن هذا التأخير ربما يكون قد كلف أرواحًا ثمينة.
وأضاف هيرمان ييو كوان-هو، وهو عضو سابق في مجلس منطقة تاي بو، أن السكان أبلغوا عن عدم سماعهم لأي إنذار قبل اكتشاف رائحة الدخان. وذكر أنهم تلقوا تحذيرات متأخرة من قبل حراس الأمن الذين طرقوا أبوابهم، مما أتاح لهم وقتًا ضئيلاً للإخلاء. هذا يشير إلى وجود خلل في أنظمة السلامة.
تعتبر هذه الحادثة من أسوأ الحرائق التي شهدتها هونغ كونغ في السنوات الأخيرة، وتأتي في وقت تشهد فيه المدينة ارتفاعًا في عدد السكان وكثافة البناء. وتشير التقديرات إلى أن المباني المتضررة كانت مكتظة بالسكان، مما زاد من صعوبة عمليات الإخلاء والإنقاذ.
التحقيقات الأولية والاستجابة للطوارئ
فتحت السلطات تحقيقًا شاملاً لتحديد سبب الحريق وملابساته، بالإضافة إلى تقييم مدى الضرر الذي لحق بالمباني والبنية التحتية المحيطة. وتشمل التحقيقات فحص أنظمة الإنذار والإطفاء، وتقييم مدى التزام المباني بمعايير السلامة.
في غضون ذلك، قامت مكتب منطقة تاي بو بفتح مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين في قاعة مجتمع كوونغ فوك وقاعة مجتمع شارع تونغ تشيونغ. وتقدم هذه المراكز المساعدة اللازمة للسكان، بما في ذلك المأوى والغذاء والرعاية الطبية.
تتزايد المخاوف بشأن سلامة المباني القديمة في هونغ كونغ، والتي غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة السلامة الحديثة. وتدعو العديد من الجهات إلى إجراء فحوصات دورية شاملة للمباني، وتحديث أنظمة الإنذار والإطفاء، وتوفير التدريب اللازم للسكان حول إجراءات السلامة والإخلاء.
من المتوقع أن تستمر عمليات الإطفاء والبحث عن المفقودين لعدة أيام. كما ستستغرق التحقيقات وقتًا لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق وتحديد المسؤوليات. ويجب على السكان في المناطق المجاورة اتباع تعليمات السلطات والبقاء على اطلاع دائم بآخر التطورات.
تعتبر قضية السلامة من الحرائق في هونغ كونغ قضية ملحة تتطلب اهتمامًا فوريًا من قبل الحكومة والسلطات المحلية. ويجب اتخاذ إجراءات وقائية فعالة لضمان سلامة السكان وحماية الممتلكات.










