أعلنت منصة الأصول الرقمية التركية “باريبو” عن إتمامها صفقة استحواذ على حصة أغلبية في منصة “كوين مينا” للعملات الرقمية، ومقرها البحرين ودبي، بقيمة 240 مليون دولار. وتُعد هذه الخطوة الأكبر من نوعها في قطاع التكنولوجيا المالية في تركيا، وتمثل أول عملية استحواذ عبر الحدود لمنصة أصول رقمية تركية. وتأتي هذه الصفقة في ظل تزايد الاهتمام بـ العملات المشفرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تم الإعلان عن الصفقة يوم الجمعة، وتستهدف توسيع نطاق عمليات “باريبو” في المنطقة. وتعتبر “كوين مينا” من المنصات الرائدة في مجال تداول العملات الرقمية في البحرين والإمارات العربية المتحدة، مما يمنح “باريبو” وصولاً استراتيجياً إلى أسواق جديدة وقاعدة عملاء متنامية. وتشير التقديرات إلى أن حجم تداول العملات الرقمية في المنطقة يشهد نمواً مطرداً.
استحواذ باريبو على كوين مينا: خطوة نحو الهيمنة الإقليمية في سوق العملات المشفرة
يأتي هذا الاستحواذ في وقت يشهد فيه قطاع التكنولوجيا المالية نمواً سريعاً، خاصة في مجال الأصول الرقمية. وفقًا لتقارير حديثة، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة ملحوظة في حجم التداول والاستثمار في العملات الرقمية خلال العام الماضي. وتسعى العديد من الشركات إلى الاستفادة من هذا النمو المتزايد.
تفاصيل الصفقة وأهدافها
لم يتم الكشف عن تفاصيل كاملة حول هيكل الصفقة، ولكن “باريبو” أكدت أنها استحوذت على حصة أغلبية تمنحها السيطرة على عمليات “كوين مينا”. يهدف هذا الاستحواذ إلى دمج التقنيات والخبرات بين الشركتين، وتقديم خدمات أوسع وأكثر تطوراً للمستخدمين في المنطقة. وتشمل هذه الخدمات تداول العملات الرقمية، وحفظ الأصول، والخدمات المالية الأخرى المتعلقة بالأصول الرقمية.
صرح ياسين أورال، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “باريبو”، بأن الصفقة تمثل “نقطة تحول” للمنصة، وأنها ستساهم في توسيع نطاق عملياتها المرخصة لتشمل منطقة جغرافية أوسع. وأضاف أن “باريبو” تسعى لتصبح لاعباً رئيسياً ومنظماً في سوق العملات الرقمية المتنامي في المنطقة. وتعتبر التنظيمات الحكومية في المنطقة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على نمو هذا القطاع.
تأثير الصفقة على سوق العملات الرقمية في المنطقة
من المتوقع أن يكون لهذا الاستحواذ تأثير كبير على سوق العملات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال الجمع بين قوة “باريبو” في تركيا وخبرة “كوين مينا” في البحرين والإمارات، ستتمكن المنصة الجديدة من تقديم خدمات أكثر تنافسية وجاذبية للمستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، قد يشجع هذا الاستحواذ شركات أخرى على الاستثمار في هذا القطاع، مما يؤدي إلى زيادة المنافسة والابتكار.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه سوق العملات الرقمية في المنطقة، بما في ذلك عدم اليقين التنظيمي، ومخاطر الأمن السيبراني، وتقلبات الأسعار. يتطلب التغلب على هذه التحديات تعاوناً بين الشركات والحكومات لتطوير إطار تنظيمي واضح وفعال، وتعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني، وتثقيف المستثمرين حول مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية. تعتبر الأصول الرقمية مجالاً جديداً نسبياً ويتطلب فهماً دقيقاً.
الوضع التنظيمي للعملات الرقمية في تركيا والبحرين
تتبنى تركيا نهجاً متزايد التنظيم تجاه العملات الرقمية، حيث تسعى الحكومة إلى وضع إطار قانوني واضح يحكم هذا القطاع. في المقابل، تعتبر البحرين من الدول الرائدة في تنظيم العملات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصدرت العديد من القوانين واللوائح التي تهدف إلى حماية المستثمرين وتعزيز الابتكار. تعتبر هذه التنظيمات من العوامل الجذابة للاستثمار في هذا القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد العديد من الدول الأخرى في المنطقة جهوداً مماثلة لتطوير إطار تنظيمي للعملات الرقمية. وتشمل هذه الدول المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر. يهدف هذا التوجه إلى الاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا القطاع، مع ضمان حماية المستثمرين ومنع غسل الأموال وتمويل الإرهاب. تعتبر تكنولوجيا البلوك تشين أساساً للعديد من هذه العمليات.
من المتوقع أن تكتمل عملية الدمج بين “باريبو” و”كوين مينا” خلال الأشهر القليلة القادمة. وستركز المنصة الجديدة على تطوير خدمات جديدة، وتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة، وتعزيز التعاون مع الجهات التنظيمية. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والتحديات التي قد تؤثر على نجاح هذه الصفقة، بما في ذلك التغيرات في اللوائح الحكومية، وتقلبات أسعار العملات الرقمية، والمنافسة المتزايدة في السوق. سيراقب المستثمرون والجهات التنظيمية عن كثب تطورات هذه الصفقة وتأثيرها على سوق العملات الرقمية في المنطقة.










