بدأت شركة أبل في تفعيل ميزة إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعاتها الذكية Apple Watch في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يوم الأربعاء. تستخدم هذه الميزة تقنيات متقدمة لتحليل بيانات مستشعر القلب البصري، بهدف تنبيه المستخدمين إلى احتمالية وجود مؤشرات لارتفاع ضغط الدم، سواء كان مزمنًا أو متقطعًا، مما قد يشجعهم على إجراء فحوصات طبية ضرورية.
تهدف أبل من خلال هذه الخطوة إلى زيادة الوعي حول هذا المرض الصامت الذي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم. غالبًا ما يفتقد المصابون بـارتفاع ضغط الدم إلى أي أعراض واضحة، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أهمية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في Apple Watch
تعتمد إشعارات ارتفاع ضغط الدم في Apple Watch على تحليل البيانات التي يتم جمعها من مستشعر القلب البصري على مدار 30 يومًا. تقوم الخوارزمية بتقييم كيفية استجابة الأوعية الدموية للمستخدم لتقلبات معدل النبض، وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى ارتفاع في ضغط الدم. يتم تنبيه المستخدمين الذين تظهر لديهم علامات مستمرة لـارتفاع ضغط الدم.
كيف تعمل الميزة؟
تستخدم أبل تقنيات التعلم الآلي المتطورة في هذه الميزة، وقد تم تدريبها على بيانات مستمدة من دراسات واسعة النطاق شملت أكثر من 100 ألف مشارك. وقد أظهرت دراسة سريرية أجريت على أكثر من ألفي شخص فعالية الميزة في تحديد الحالات المحتملة لارتفاع ضغط الدم.
على الرغم من أن هذه الإشعارات ليست بديلاً عن التشخيص الطبي، إلا أنها يمكن أن تكون بمثابة إنذار مبكر للمستخدمين. تقدر أبل أن الميزة قد تساعد في تنبيه أكثر من مليون شخص مصاب بـارتفاع ضغط الدم غير المشخص في العام الأول من إطلاقها، نظرًا للانتشار الواسع لساعات Apple Watch.
ارتفاع ضغط الدم يمثل تحديًا صحيًا عالميًا، حيث يؤثر على ما يقرب من 1.3 مليار شخص بالغ حول العالم، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. تعتبر السمنة، وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي من العوامل الرئيسية المساهمة في زيادة معدلات الإصابة بهذا المرض.
خطوات المتابعة الموصى بها
إذا تلقى المستخدم إشعارًا بـارتفاع ضغط الدم، توصي أبل بتسجيل قراءات ضغط الدم على مدار 7 أيام باستخدام جهاز قياس ضغط الدم المنزلي. يجب على المستخدمين مشاركة هذه النتائج مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم خلال الزيارة التالية، وذلك وفقًا لأحدث إرشادات جمعية القلب الأمريكية.
تؤكد أبل أن هذه الميزة مصممة للاستخدام من قبل البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 22 عامًا، ولا ينبغي استخدامها من قبل الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بارتفاع ضغط الدم أو النساء الحوامل. يُذكر أن الإصدارات المدعومة حاليًا هي Apple Watch Series 9 و Apple Watch Ultra 2.
التوسع في ميزات الصحة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود أبل المستمرة لتوسيع نطاق ميزات الصحة والعافية في منتجاتها. كشفت الشركة مؤخرًا عن خطط لإطلاق إصدارين جديدين من نظارتها Vision Pro، بالإضافة إلى دمج ميزات Apple Intelligence في ساعاتها الذكية.
يظهر التوجه نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في أجهزة أبل كعنصر أساسي في تطوير قدراتها الصحية. يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط التي قد لا تكون واضحة للعين البشرية، مما يفتح الباب أمام تشخيصات أكثر دقة وتدخلات وقائية أكثر فعالية.
من المتوقع أن تعلن أبل عن المزيد من ميزات الصحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأشهر القادمة، مع التركيز على مجالات مثل مراقبة السكري واكتشاف اضطرابات القلب. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تنظيمية وأخلاقية يجب معالجتها قبل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من لعب دور كامل في مجال الرعاية الصحية.
في الختام، يمثل إطلاق إشعارات ارتفاع ضغط الدم خطوة إيجابية نحو تمكين المستخدمين من تولي مسؤولية صحتهم، وتقديم تنبيه مبكر قد يدفعهم إلى طلب العناية الطبية. من المقرر أن تتابع أبل أداء الميزة وتجمع المزيد من البيانات لتحسين دقتها وفعاليتها، بينما تدرس في الوقت نفسه سيناريوهات للتوسع في نطاق ميزات الصحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في المستقبل.










